هرع أطباء سوريون يرتدون سترات وأقنعة واقية من الغازات السامة إلى منزل يتصاعد فيه دخان أبيض فوق مجموعة من الأشخاص يعانون الاختناق والسعال، ويصرخ بعضهم طلبا للنجدة. كان هذا جزءا من تدريب، لكن السيناريو واقعي إلى حد بعيد بالنسبة لكثير من الأطباء الذين عالجوا ضحايا هجوم كيماوي قبل حوالي ثلاثة أشهر، وعانوا هم أنفسهم الأعراض، بعدما أصابهم غاز أعصاب فتاك. وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إن نحو 100 شخص قُتلوا في هجوم بغاز السارين على بلدة خان شيخون، الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال سورية في 4 أبريل. واحتاج قرابة 200 شخص للعلاج بينهم مسعفون. واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون حكومة الرئيس بشار الأسد بالمسؤولية عن الهجوم، وهو ما نفته الحكومة. وشنت الولايات المتحدة ضربة بصواريخ كروز على قاعدة جوية سورية، ردا على ذلك. ويأمل الأطباء أن تجعلهم الدورة التدريبية، التي تعقدها منظمة الصحة العالمية في جنوب تركيا، أكثر استعدادا، وتوفر لهم حماية أفضل في أي هجوم مستقبلي. وعلّمت الدورة التدريبة، التي عقدت قرب مدينة غازي عنتاب في جنوب تركيا، المسعفين كيفية جعل الأولوية في العلاج للضحايا الأشد تضررا، مع حماية أنفسهم، مستخدمين سترات واقية من الغازات، وتجريد جميع الضحايا المعرضين للخطر من ملابسهم ورش الماء عليهم. وغاز السارين وغيره من غازات الأعصاب محظورة بموجب القانون الدولي. وقالت الحكومة السورية إنها تخلت عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية عقب هجوم بغاز السارين قرب دمشق في 2013 أودى بحياة مئات الأشخاص.
مشاركة :