عُرفت العلامة الإيطالية أرماني في العالم بأسره بمنتجاتها المختلفة، من الملابس الفخمة إلى العطور، مرورا بمواد التجميل والمجوهرات والكتب والأثاث، بعد أن كانت قد أبصرت النور في ميلانو في عام 1975، نتيجة تحالف بين جيورجيو أرماني وشريكه وصديقه سيرجيو غاليوتي صاحب العلامة التي كانت تنتج في البداية ملابس رجالية جاهزة. يعود الفضل في تأسيس امبراطورية أرماني إلى جيورجيو أرماني الذي ولد في عام 1934 في إيطاليا التي ترعرع فيها مع والديه وشقيقه سيرجيو وشقيقته روزانا. وعكس ما يتردد، فإن جيورجيو أرماني أكد في مقابلة صحافية انه لم يفكر ابدا في طفولته في تصميم ملابس لدمية شقيقته، لكنه كان عاشقا منذ نعومة أظافره للجمال، حيث يقول «لقد كنت أُبدي رأيي في كل شيء.. في الطريقة التي يتم بها توظيب الطاولة وفي الملابس التي ترتديها والدتي، لكني لم أكن اعرف أن الموضة يمكن أن تكون وظيفة». لهذا السبب لم يتوجه الشاب جيورجيو أرماني منذ البداية إلى عالم الموضة، حيث شرع في دراسة الطب، لكنه سرعان ما تخلى عن ذلك في سبيل دراسة التصوير. لقد كان جورجيو في العشرين من عمره، حين عمل كمرتب بضاعة في محل ريناسوت في العاصمة الإيطالية ميلانو، لكنه لم يقض وقتا طويلا في هذه الوظيفة، حيث تمت ترقيته ليصبح مساعد مشتريات، ما مكّنه من التعرف على مقاول كبير يعمل في مجال المنسوجات، الامر الذي سمح له بتعلم كثير من الاشياء. البداية بدأ جيورجيو ارماني في عام 1975 العمل لحسابه الخاص بمساعدة صديقه سيرجيو غالوتي، حيث بدآ في تصميم وصناعة وتوزيع الملابس الرجالية في المرحلة الاولى، وفي العام التالي وبتشجيع من شقيقته التي كانت تعشق قصة البذلات الرجالية التي كان يصممها، أطلق جورجيو أرماني خطا خاصا بالنساء، يتضمن أنواعا مختلفة من التايير. في تلك الفترة علقت رئيسة تحرير مجلة فوغ غريس ميرابيلا على تصاميم أرماني في قولها «هناك ستايل معين في تصميمه المفرط.. أرماني يُلبس السيدات العاملات اللواتي لا يستطعن الاهتمام بانفسهن». كانت هذه بداية نجاح القصة، حيث لم يكن الشاب الايطالي الاربعيني يملك سوى 10 آلاف دولار اميركي، حين اطلق هذه العلامة مع سيرجيو غالوتي، وما إن استعرض أول تشكيلة رجالية، حتى اعجب بها الجمهور، خاصة تلك السترة الرجالية التي تم تصميمها من دون بطانة عكس المألوف، وسرعان ما صممت الدار سترة شبيهة للمرأة. اقتحام عوالم أخرى مع بداية عام 1980، أصبح جيورجيو أرماني يصمم ازياء لنجوم هوليود من أمثال ريتشارد غير، ومؤخرا ارتدى ليوناردو ديكابريو تصاميمه في فيلم ذئب وول ستريت. ومنذ ذلك الحين اصبح مصمما عالميا، لكنه لم يتوقف عند تصميم الملابس، حيث اقتحم عالم النظارات والساعات والاكسسوارات وفن الحياة والعطور ومواد التجميل، ومؤخرا الاثاث والمطاعم والعقار مع افتتاح سلسلة فنادق أرماني. في عام 2001 انقسمت علامة ارماني، إلى ارماني برايفي بالنسبة للملابس الفاخرة، وجيورجيو ارماني للملابس الجاهزة، وأمبوريو أرماني بالنسبة للملابس الجاهزة الاكثر عصرية، وارماني كوليزيوني للأكثر أناقة، وارماني جينز، وارماني اكسشانج للمراهقين، وارماني كوسميتيكس للعطور ومواد التجميل، وارماني كازا للعقار الفخم، وارماني فيوري للورود، وارماني ليبري للمكتبة. متحف للعلامة في ميلانو في عام 2016 وبمناسبة الذكرى الاربعين لتاسيس العلامة، افتتح جيورجيو أرماني متحفه في ميلانو. ويعرض أرماني سيلو القطع المشهورة وصور النجوم التي ارتدت تصاميمه، كما تزامن افتتاح المتحف مع إصدار كتاب تضمن تفاصيل عن حياة هذا الايطالي الثمانيني الذي لا يزال يحافظ على نحافته وبشرته البرونزية. وبينما ترتبط كثير من العلامات في العالم بمصممين وممولين، شاء القدر ان ترتبط علامة ارماني بقرارات شخص واحد هو الذي يمول ويخطط ويصمم بحرية كاملة. مقاربة جديدة من الناحية الجمالية، أسس أرماني لمقاربة جديدة، تقوم على القصات البسيطة والمواد المرنة التي تناسب تطور الجسم، كما ساهم في تقريب الملابس الجاهزة النسائية من الملابس الرجالية بمنح السترات والبذلات مكانة كبيرة في تصاميمه المخصصة للنساء. وجسدت هذه التصاميم العصرية الحرية الجديدة التي رافقت تميز النساء في الشركات، واخيرا وبينما تقدم العلامات الكبرى مواضيع مختلفة لعروض أزيائها، اختار ارماني التطور التدريجي على طول الموسم، فملابسه يمكن ان ترتدى لفترة اطول وتتناسب بسهولة مع قطع أخرى أكثر بهرجة او حتى جينز بسيط. عبقري في التسويق من ناحية البزنس، اتضح أن الإيطالي هو عبقرية في التسويق، فهو أول من أقام احتفالات جمع خلالها النجوم، ففي عام 1978 تلقت ديان كيتون جائزة اوسكار وهي ترتدي ملابس من تصميم ارماني، وتبعها نجوم آخرون مثل صوفيا لورين وجوليا روبرتس وبيونسيه وليدي غاغا، لكن الملابس التي ارتداها ريتشارد غير في فيلم «رقص اميركي» الذي صدر في عام 1980، هو من ساهم في مضاعفة مبيعات ارماني بشكل قياسي في الولايات المتحدة. ومنذ ذلك الحين عرض اكثر من 200 فيلم العلامة التي صار يفضلها روبرت دينيرو، وكيفن كوستنر، وشون كونري، كما ان المصمم الإيطالي كان سباقا في بيع تصاميمه عبر الانترنت وفي اقتحام السوق الصينية. مركز القوة يراقب أرماني كل شيء في علامته والعلامات التي انبثقت منها، حتى انه هو من يحدد مكان حوض الحمام في فنادقه، ويعتمد سياسة اتصال مركزية، مكنته من تحقيق ثروة بلغت في عام 2017 وفق مجلة فوربس 8 .1 مليار دولار، لكنه الى الآن ورغم بلوغه ثلاثة وثمانين عاما، لم يحضر خليفة له، حيث تعمل معه ثلاثة من بنات شقيقته وابن شقيقه، لكن لا أحد يعرف إن كانت الدار ستحافظ على استقلاليتها بعد وفاته. ولا تتفق دار LV MH التي حاولت مرتين الدخول في راسمال ارماني مع جيورجيو أرماني الذي يؤكد كل مرة بأن الفخامة هي الاستقلالية. فوغ وآل جيورحيو أرماني
مشاركة :