لليوم الثاني على التوالي، واصلت ميليشيا «حزب الله» العملية العسكرية ضد المجموعات المسلحة في جرود عرسال بمساندة من الطيران الحربي السوري، وسط إحكام الجيش اللبناني سيطرته على حدود عرسال منعاً لأي تسلل في اتّجاهها. وفيما كان الاعتقاد السائد بأن المعركة قد تحسم خلال أيام قليلة، أظهرت المعطيات الميدانية انها قد تحتاج ربما الى أسابيع في ضوء المقاومة الشرسة التي يبديها مسلحو النصرة ووسط معلومات عن إمكان مساندتها من سائر الفصائل والتنظيمات المسلحة المنتشرة في الجرود، الى جانب تعرض المفاوضات بين الجانبين الى انتكاسة بفعل مقتل الوسيط أحمد الفليطي . ارتفع عدد قتلى الحزب في المعارك الدائرة مع مقاتلي هيئة تحرير الشام والجيش الحر إلى 16 قتيلا. واستخدمت في الاشتباكات، التي دارت في جرود فليطة وجرود عرسال، الأسلحة الثقيلة والصواريخ. في وقت نفذ الطيران الحربي التابع للنظام السوري غارات على مواقع هيئة تحرير الشام. وفي سياق متصل قال الجيش اللبناني إن مدفعيته قصفت مجموعة مسلحة حاولت التسلل باتجاه بلدة عرسال. وأفادت تقارير لوسائل إعلام موالية لدمشق أن ميليشيا حزب الله والجيش السوري أحرزا تقدما ضد المسلحين أمس في اليوم الثاني من هجوم لطردهم من آخر معاقلهم على الحدود السورية ـ اللبنانية. وذكر الإعلام الحربي التابع لحزب الله أن قواته سيطرت على منطقتي جوار الشيخ ووادي كريتي ومناطق أخرى في الجزء الجنوبي من جرود عرسال. وقال إن الطائرات العسكرية السورية استهدفت مواقع المسلحين على الجانب السوري من الحدود قرب بلدة فليطة السورية. وأضاف أن الهجوم بدأ الجمعة وأودى بحياة ما لا يقل عن 23 من مسلحي النصرة في اليوم الأول. وقال الإعلام الحربي ان «إرهابيي «النصرة» يطلقون نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت في وادي حميد والملاهي في جرد عرسال تدعو المدنيين الى مؤازرتهم وسط رفض بين الأهالي، قبل ان ترفع «النصرة» الرايات البيضاء في وادي الخيل وعقاب الدب». وصرح مصدر أمني بأن قتلى حزب الله 16 وأن ما لا يقل عن 43 مسلحا قتلوا. وفي ما يلي أسماء 14 عنصرا من حزب الله سقطوا في اليومين الأولين للمعركة ونعاهم الحزب: حسن سمير سيف الدين من لاسا في جبيل، محمود علي عسيلي من بلدة رشاف الجنوبية، محمد عصام سلامة من الاوزاعي، علي محمد المقداد من بلدة مقنة، حسين زهير عسّاف من بلدة بوداي البقاعية، محمد مهدي عساف من بلدة الهرمل، ياسر شمص من البقاع، حسين زهير سليم من الغبيري، حسن علي حمود من بلدة الطيبة، مهدي محسن رعد من بعلبك، حسين علي محمود من بلدة بيت ليف، محمد طالب شعيب من بلدة الشرقية الجنوبية، مهران محمد الطقش من بلدة العقيدية في الهرمل وحسين علي اسماعيل من تولين من سكان الحرش- الغبيري. وأشارت المعلومات، الى «أسر عنصرين من «حزب الله» خلال اليوم الأول من المعركة. الجيش اللبناني وتماماً كما اليوم الأول من العملية العسكرية، واصل الجيش اللبناني أداء دوره في الدفاع عن عرسال والتصدّي لأي تسلل إليها والى المخيمات المنتشرة فيها بفرضه طوقاً أمنياً يفصل بين البلدة ومنطقة الجرود مع استقدامه مزيداً من التعزيزات العسكرية الى البلدة ومحيطها. واستهدفت مدفعيته معبر الزمراني، وهو المعبر الذي يربط الأراضي اللبنانية بالسورية ويؤدي الى الجرود، إضافة الى استهداف مجموعات من المسلّحين في وادي الزعرور وجنوب وادي الخيل ووادي الدم وفي محلة صفا اللزاب ودمّر آلية مضاد وفي شميس وادي الدم بينما كانت تحاول التسلل في اتجاه مراكز الجيش في عرسال. وذكر قائد بتحالف عسكري موال لدمشق ومصدر أمني لبناني أن الجيش اللبناني لا يشارك في العملية. استمرار الوساطة وعلى رغم حدّة الاشتباكات التي تترنّح وتيرتها بين الحدّة والبرودة، فإن المفاوضات لانسحاب المسلّحين من الجرود لا تزال قائمة. وفي حين كشفت معلومات «عن استمرار الوساطة من قبل أحد الأشخاص بهدف انسحاب «فتح الشام» من وادي الخيل في جرود عرسال»، أشارت معلومات أخرى الى «ان الوساطة التي كانت جارية بين «حزب الله» ومسلّحي «فتح الشام» تعرّضت إلى انتكاسة بعد ان استُهدف احمد الفليطي الذي يقوم بالوساطة بقذيفة في منطقة الملاهي وادت الى مقتله». وعلى الصعيد الرسمي، أسئلة كثيرة ترتسم في الأوساط اللبنانية الداخلية إزاء الصمت الرسمي المطبق حول ما يدور على جزء من الأراضي اللبنانية. فلا موقف رئاسيا ولا حكومياً، بل مجرد متابعات يفرضها الحد الأدنى من المنطق الوطني. (المركزية ، رويترز، ا ف ب)
مشاركة :