أبوظبي، القاهرة (الاتحاد، وكالات) قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، إن الحوار ضروري ومطلوب، ولكن عموده المراجعة. وأوضح معاليه، رداً على خطاب أمير قطر تميم بن حمد في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «تمنيت أن يكون خطاب الشيخ تميم مبادرة مراجعة ودعوة تواصل، المواقف باتت معروفة وتكرارها يعمّق الأزمة، الحوار ضروري ومطلوب، ولكن عموده المراجعة». وجاءت تغريدات قرقاش بعد خطاب ألقاه الشيخ تميم أمير قطر أول أمس الجمعة، أكد فيه تمسك الدوحة بسياستها الحالية، وأن بلاده لا تتفق مع السياسات الخارجية لبعض دول الخليج، وأن هناك اختلافاً مع البعض بشأن مصادر الإرهاب. من جانبه، قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، ملمحاً إلى قطر، إن من يتحدثون عن الأخوة يدعمون الإرهاب. وأضاف أن هناك جهات تنفق مليارات الدولارات لتدمير مصر، مؤكداً أن ذلك لن يمر دون حساب. وأضاف، خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية بمدينة الحمام غرب الإسكندرية، وتخريج دفعات جديدة من خريجي الكليات العسكرية والاحتفال بالعيد الخامس والستين لثورة 23 يوليو، أن «الإرهاب ظاهرة معقدة، لها جوانب متعددة، ولعل من أهمها، وطال الصبر عليه، هو دور الدول والجهات التي تقوم برعاية الإرهاب وتمويله، فلا يُمكن تصور إمكانية القضاء على الإرهاب من خلال مواجهته ميدانياً فقط، والتغافل عن شبكة تمويله مادياً، ودعمه لوجستياً، والترويج له فكرياً وإعلامياً». وأضاف: «ولا يمكن التسامح مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات، فيتسبب في مقتل مواطنينا، بينما يتشدق في الوقت ذاته بحقوق الأخوة والجيرة. ولهؤلاء نقول: إن دماء الأبرياء غالية، وما تفعلونه لن يمر دون حساب». وأكد أنه «لم ولن نتخذ الإرهاب يوماً كذريعة لتعطيل الحياة الطبيعية للمجتمع، رغم ما تفرضه مواجهته من أعباء جسيمة ومتطلبات استثنائية، ولم نتخذ الإرهاب يوماً كمبرر لعدم الاستمرار في تحديث اقتصادنا وإصلاحه وتحقيق التنمية الشاملة، وإنما نتخذ تحدي الإرهاب كحافز إضافي لبذل مزيد من الجهود على المسارات كافة، وفي الوقت ذاته». وأضاف الرئيس المصري: «علينا أن نرسي الأساس المتين حتى ننعم بالأمن والاستقرار، وعلينا أن نبني بلدنا ونغير واقعنا بأيدينا». وأكد السيسي أن مشاركة الأشقاء العرب في افتتاح قاعدة محمد نجيب العسكرية تعد تأكيداً على وحدة الصف والتضامن العربي. وأضاف أن خريجي الكليات والمعاهد العسكرية المصرية يبدأون حياتهم العملية في ظرف إقليمي ودولي دقيق يتطلب منهم «أقصي درجات اليقظة والاستعداد القتالي»، مؤكداً أن خدمة الوطن «لا يدانيها شرف، وأن التضحية في سبيل أمنه استقراره وكرامته هي واجب على أبنائه المخلصين». وأوضح الرئيس السيسي أن مصر «واجهت تحديات فرضتها عصور وأزمنة متعاقبة» مضيفاً أن بلاده «كما خاضت من قبل معارك الاستقلال الوطني وتحرير الأرض، فإنها تخوض اليوم معركتين فاصلتين، وهما مواجهة الإرهاب وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية». وأشار إلى أن «طبيعة الحروب تغيرت، وأصبح العدو مستتراً متخفياً لا يلجأ للمواجهة المباشرة، وإنما يعتمد على ترويع الأمنيين وبث روح الإحباط». وأضاف أن «أعداء مصر يريدون النيل من معنويات الشعب عن طريق بث الإحباط»، مؤكداً أن بلاده «ستظل على عهدها دولة محبة للسلام وداعمة له بقوة جيشها وشرطتها ومفكريها وجميع أبنائها، وستظل عصية على الرضوخ لتهديدات الإرهاب ومن يقفون وراءه». كما أكد أن مصر ملتزمة مبادئها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، مشدداً على أهمية احترام هذا المبدأ، وعدم التدخل في شؤون الدول. على صعيد آخر، يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد جولة خليجية، تشمل السعودية والكويت وقطر تستمر يومين لبحث الأزمة الخليجية. وذكر بيان صادر عن المركز الإعلامي بالرئاسة التركية، أمس الأول، أن الرئيس التركي سيلتقي في مدينة جدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز. وأشار البيان إلى أن أردوغان سيلتقي أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، ليتوجه بعدها إلى قطر للقاء أميرها تميم بن حمد.
مشاركة :