القاهرة:«الخليج» وصف سياسيون مصريون خطاب أمير قطر تميم بن حمد، أمس الأول، بأنه لم يخرج عن كونه خطاباً تبريرياً يخلو من أي موقف واضح، الأمر الذي يؤكد استمرار دعم الدوحة للإرهاب، داعين الدول العربية إلى المضي قدماً في سياسة المقاطعة والتصعيد الدولي بحق الدوحة ونظامها الحاكم. قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومستشار مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، الدكتور طارق فهمي، إن تميم لم يعلن خلال الخطاب التزامه بأية مقررات سبق وأن وقع عليها وفي مقدمتها اتفاق الرياض، مشيرا إلى أن الخطاب حمل العديد من التناقضات، خاصة في ما يتعلق بإشاراته التي أطلقها للشعب القطري. وقال فهمي إن ظهور الأمير تميم المفاجئ بعد 47 يوما من الأزمة، يؤكد أنه كان ظهورا مدروسا، يستهدف نقل الوساطة من مستوى وزراء الخارجية إلى مستوى القادة والرؤساء، وهو ما يمكن أن يؤشر لظهور رؤى داخل قطر حول تداعيات الأزمة، وما أحدثته إجراءات المقاطعة من تداعيات في الداخل.وقال فهمي إن استعطاف تميم دولة الكويت خلال الخطاب، يعني ضمنياً أنه لم يسقط خيار الوساطة، وإن كان يعي أكثر من غيره أن حل الأزمة لن يتم إلا في الرياض أو أبوظبي، وتوقع أستاذ العلوم السياسية أن تقدم قطر خلال الأيام المقبلة على التوقيع على التزامات وتعهدات جديدة مع دول الخليج، تلتزم من خلالها بالتوقف عن دعم الإرهاب، ووضع مصارفها تحت الرقابة الدولية من أجل ضمان ذلك.وقال اللواء يحيى كدواني، وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، إن خطاب تميم، لم يأت بجديد عما تنتهجه قطر من سياسات دعم الإرهاب، لافتاً إلى أن الخطاب أكد أن قطر ستواصل دعمها للإرهاب في كافة أنحاء المناطق العربية، مشيرا إلى أن الخطاب كشف عن تخوف النظام القطري من اقتراب سقوطه، وسعيه لتحويل أزمته إلى الشعب القطري. وتابع: على الشعب القطري أن يعي جيدا أن هذا الأمير يريد تدمير دولتهم من خلال مواصلة الصراع من أجل بقائه في منصبه، وليس للحفاظ على بلاده، موضحا أن خطاب تميم تأكيد رسمي على دعم الإرهاب بشكل كبير، وأنه سيواصل نهجه في تدمير الدول العربية. ووصف أحمد فؤاد أباظة، وكيل لجنة الشؤون العربية، حديث أمير قطر بمحاولة بث السموم للشعب القطري والتغطية على دعمه للإرهاب والظهور على أنه حمل وديع، على خلاف الواقع، مشيرا إلى أن أمير دولة قطر يحاول جاهدا الزعم أن الإجراءات العربية موجهة إلى الشعب القطري وليس للإدارة القطرية، لكنه في كل مرة يفشل في ذلك، فكل المطالب التي تقدمها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تؤكد على احترام الشعب القطري.وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، الدكتور نجاح الريس، إن تميم لم يتطرق خلال الخطاب إلى المطالب العربية، وجاء حديثه خاليا من أي إشارة إلى ذلك أو نية بلاده التعاون مع الدول الأربع بشأن مكافحة الإرهاب، ما يعني استمرار الدوحة في احتضان جماعات الإرهاب والعنف، والاستمرار في سياستها الرامية إلى نشر الفوضى في المنطقة. وأضاف الريس أن استشهاد الأمير تميم بتوقيع قطر على اتفاقيات لمكافحة الإرهاب مع الولايات المتحدة الأمريكية، يعكس بوضوح ضعف موقفه، إذ إنه يعتبر تلك الاتفاقية طوق النجاة، بينما يعلم الجميع أنه اتفاق مدفوع الأجر في محاولة لإنقاذ النظام القطري، وقال الريس إن الخطاب جاء خاليا من أي بوادر لحسن النية أو محاولة استعادة الثقة على مستوى العلاقات مع الدول العربية.وقال النائب طارق حسانين، إن تصريحات الأمير القطري تميم بن حمد، جاءت في أعقاب انتفاضة العمال التي عصفت بالدوحة واعترافه بوجود أزمة تعانيها بلاده، وتابع في تصريح له، أن تميم فشل في حل الأزمات الاقتصادية التي واجهت قطر بعد قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، بفرض عدد من الإجراءات الاقتصادية، على الرغم من ارتمائه في أحضان إحدى أهم الدول الساعية لضرب الاستقرار في الخليج وهي إيران، وأضاف، حسانين، قطر تشهد حالة من الحراك والغضب المتزايد بسبب سياسات الأمير القطري الخاطئة والتي عملت على استغلال الموارد الخاصة بالدولة في دعم الإرهاب والعمل على نشر الفتن وضرب الاستقرار للدول العربية.
مشاركة :