وجدت دراسة نشرت نتائجها بمجلة «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم» أن مرض «التليف الكيسي» يحدث تغيراً ببنية الطبقة المخاطية داخل مجرى الهواء.قام الباحثون من جامعة ايوا بالدراسة الحالية، التي ركزوا من خلالها على اثنين من البروتينات الهلامية المكونة للطبقة المخاطية وهما: MUC5B وMUC5AC وهما المكونان الرئيسيان للطبقة المخاطية بمجرى التنفس؛ وبدراستهما لدى الحيوان وجد الباحثون أنهما يحتويان على أصل وبنية مميزة ومختلفة كما وجد الباحثون أن بمجرد تداخل تلك البروتينات مع سطح مجرى التنفس فإنهما يختلطان فتغطى خيوط MUC5B جزئياً بصفائح MUC5AC، وهي بنية بصفة عامة ربما تساعد في الإمساك بالجسيمات التي تدخل أثناء عملية التنفس والتخلص منها، ولكن عندما أصيبت تلك الحيوانات بـ«التليف الكيسي» اختلفت طبقة المخاط لديها؛ حيث تشابكت خيوط البروتين MUC5B وأصبحت تملأ قنوات الغدد تحت المخاطية وتفشل في الانفصال عنها بطريقة صحيحة، أما صفائح البروتين MUC5AC فأصبحت أكبر حجماً وعدداً. يقول أحد الباحثين إن النظرة للمخاط الذي يغطي مجرى الهواء أنه مادة متجانسة فيما أن الحقيقة - كما تبين من الدراسة - أن المخاط من الغدد تحت المخاطية والمخاط من الخلايا الكأسية التي لديها بنيات مختلفة الشكل وهي مصممة لأغراض مختلفة لتخليص الرئتين من الجسيمات والبكتريا؛ وتبين من الدراسة أن تلك البنيات غير طبيعية في حالة الإصابة بـ«التليف الكيسي» ما يفسر لماذا المرضى لا تستطيع الرئتان لديهم التخلص من المخاط، وينوي الباحثون من خلال الخطوة التالية محاولة فهم لماذا مجرى الهواء ينتج تلك الأنواع المختلفة من البنيات المخاطية ومحاولة معرفة ما إذا كانت البنيات المختلفة للمخاط تلعب دوراً في الإصابة بمرض التكيس الليفي والأمراض الأخرى التي تصيب مجرى التنفس كالربو والانسداد الرئوي المزمن.