قال مساعد الأمين العام للجامعة العربية السفير حسام زكي لـ«الشرق الأوسط»، إنه يجري الإعداد لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب الأردن، ومن المقرر انعقاده خلال 48 ساعة. فيما كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن اتصالات تجري حالياً لعقد اجتماع وزاري عربي طارئ لبحث التطورات الأخيرة، التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى، مع تأمين حضور عالي المستوى من جميع الدول العربية.يذكر أن المسجد الأقصى شهد خلال اليومين الماضيين انتهاكات وتجاوزات خطيرة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، ضد المصلين الفلسطينيين، مما أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين، وإصابة 400، فضلاً عن اعتقال العشرات، وهو ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، لإعلانه أول من أمس تجميد الاتصالات مع إسرائيل لحين تراجع الاحتلال عن إجراءاته في المسجد الأقصى، ودعا عباس في كلمة له، حماس، للارتقاء فوق الخلافات، قائلاً: «أطلب من الجميع وقف المناكفات الإعلامية».وعلى صعيد متصل، قال المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن سامح شكري وزير الخارجية تلقى اتصالاً أمس من أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن، تناول الأوضاع الأمنية المتردية في القدس ومحيط المسجد الأقصى، والاعتداءات الخطيرة على الفلسطينيين من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد تبادل الجانبان تقييم الموقف من جوانبه المختلفة، وأكدا الأهمية البالغة لوقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وإزالة القيود المفروضة على ممارسة الشعائر الدينية في المسجد الأقصى.وأضاف أبو زيد المتحدث باسم الخارجية أن وزيري خارجية مصر والأردن تناولا خلال الاتصال الخطوات والإجراءات التي يمكن اتخاذها في الإطار العربي لمواجهة الأزمة الحالية، وطالبت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية أول من أمس، إسرائيل، بالوقف الفوري للعنف والتصعيد الأمني ضد الفلسطينيين في القدس ومحيط المسجد الأقصى، معربة عن قلقها البالغ من تداعيات هذا التصعيد، واستيائها الشديد لوقوع ضحايا ومصابين من المدنيين الفلسطينيين الأبرياء جراء الاستخدام المفرط للقوة.وشددت جمهورية مصر العربية على ضرورة احترام إسرائيل لقدسية الأماكن الدينية، وحق الفلسطينيين في ممارسة الشعائر الدينية في حرية وأمان دون إجراءات تعسفية أو قيود مجحفة تؤجج مشاعر الاحتقان لدى أبناء الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية بأكملها.ودعا بيان وزارة الخارجية الحكومة الإسرائيلية إلى تغليب صوت العقل للحيلولة دون انجراف الأوضاع إلى مستنقع خطير يصعب الخروج منه، من شأنه أن يؤدي إلى وأد الجهود المبذولة لتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية نهائية وعادلة للقضية الفلسطينية.كما حذر أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية من التصعيد في الموقف بشكل عام في ظل تزايد الغضب الفلسطيني والعربي والإسلامي جراء هذا العنف وإزاء الإجراءات التي بدأت السلطات الإسرائيلية في اتخاذها، وجدد مطالبته للسلطات الإسرائيلية بالوقف الفوري لكل الأعمال والإجراءات التي تفتح الباب أمام مزيد من التصعيد في الموقف، مع مطالبته في الوقت ذاته كل أطراف المجتمع الدولي الفاعلة بتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد لدفع إسرائيل لوقف هذا المسلك واحترام قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بوضعية مدينة القدس، وكذا قواعد القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان ذات الصِّلة، التي تمثل الممارسات الإسرائيلية الحالية انتهاكاً صريحاً لها.
مشاركة :