المطلق لـ «الحياة»: لا ننكر دور «الحشد الشعبي» في قتال «داعش» وندعم العبادي لولاية ثانية

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قال نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلق انه لا ينكر دور «الحشد الشعبي» في تحرير المدن من تنظيم «داعش»، لكنه يبقى سلطة خارج الدولة. وأكد المطلق في مقابلة أجرتها معه «الحياة» أن مطالبة الأكراد بالانفصال عن العراق تمثل شرخاً في الوحدة الوطنية وقد تحيي مطالبة بقية الأطراف بالفيديرالية. وقال إن هناك دعماً دولياً لتولي حيدر العبادي رئاسة الوزراء لولاية ثانية وانه شخصياً سيدعم هذا التوجه لأن العبادي مقبول لدى السنّة ويهتم بحقوق الانسان، وهنا نص الحوار: > لنبدأ من مؤتمرات السنّة التي عقدت في بغداد، هناك مؤتمران ضما شخصيات سنّية ولكن بأطروحات مختلفة. أي المؤتمرين يمكن أن نقول إنه يمثل مرجعية السنة؟ - أولا، هما ليسا مؤتمرين للسنّة، وذلك لأنهما ضما شخصيات سنّية وأخرى شيعية، المؤتمران كان طرحهما وطنياً، سواء الذي عقد برعاية المشهداني ام الذي عقد برعاية الجبوري، الصورة ربما أعطت هذا الانطباع لأن الغالبية كانت من مكون واحد. * لكنهما عقدا تحت عنوان توحيد البيت السنّي؟ - من تحدث بهذه الطريقة هم «البيت الشيعي الطائفي»، نحن لم نقل إن هذا مؤتمر توحيد السنّة، نحن قلنا هذا مؤتمر اتحاد القوى الوطنية العراقية، لكن معظم القنوات الفضائية تصدت لهذا الموضوع بطريقة غريبة وكأنها تريد أن تركز الطائفية في العراق. > التحالف الوطني عرض مشروع تسوية؟ لماذا لم تعتبروا مشروعه مظلة تنسيقية؟ - التحالف الوطني طرح مشروع تسوية وقال: «نريد قيادات سنية نتفاهم معها»، بمعنى أنهم أرادوا أن يدفعونا الى تشكيل مشروع طائفي، لكننا نرفض ذلك لأننا نعتقد أن مشروع التحالف الوطني (الشيعي) الطائفي ومشاريع شكلتها بعض الأطراف السنية «الطائفية» هي التي أوصلت البلد الى هذا الدمار. > مؤتمر تحالف القوى الوطنية كانت فيه شخصيات مطلوبة شاركت من أربيل، كيف من الممكن أن تؤثر هذه الشخصيات في مشروعكم الوطني وكيف يمكن تسوية مسالة المطلوبين منهم للقضاء؟ - المطلوب قضائياً لا يعني أنه غير قادر على الاشتراك في المؤتمر، بل من الممكن أن تتم تصفية ملفه قضائياً في ما بعد. > لماذا غاب طارق الهاشمي عن المؤتمر؟ وماذا عن العيساوي والخنجر؟ - كان هناك شبه إجماع على أن وجود الأخ الهاشمي في هذا الموتمر قد يؤثر في مقبولية مشروع كهذا عند العراقيين بغض النظر عن قناعاتنا بمدى صحة التهم الموجهة إليه من عدمها، كما لا توجد على الخنجر أي تهم قضائية، وفي ما يخص العيساوي فقد حصلنا على تطمينات من التحالف الوطني الشيعي بعدم وجود مشكلة معه ولكن مع اقتراب الموعد تنصل الكثير منهم وقالوا ليذهب الى القضاء أفضل. > هل من الممكن أن يتضمن مشروعكم الوطني تسوية مع عناصر حزب «البعث»؟ - البلاد لن تنعم بالاستقرار أبداً اذا لم يكن هناك تحرك لكل الأطراف السياسية غير المؤمنة باستعمال سلاح خارج إطار الدولة أو متورطة بجرائم قتل، فتلك الأطراف من الممكن إدخالها ضمن العملية السياسية ويجب أن يكون هناك تحرك على هذه الأطراف سواء كانوا بعثيين أم قوميين أم شيوعيين، فمن مصلحتنا عدم وضع أي حزب خارج التشكيلة السياسية لأن ذلك يعني دفع هذا الحزب الى أن يكون في زاوية الدفاع عن نفسه. > هناك من تحدث عن وجود دعم أميركي لمؤتمر تحالف القوى الوطنية، هل هو سعي أميركي لتوحيد البيت السنّي تحضيراً للمرحلة المقبلة؟ - نعم هناك قبول أميركي أو في شكل أصح عدم اعتراض لكن لا يوجد دعم، وبما أن المشروع الأميركي في العراق هو مشروع مكونات، فمن المؤكد أن تسعى واشنطن الى أن يتوحد السنّي والشيعي وحتى الكردي. > في مؤتمر القوى العراقية كانت هناك الوجوه نفسها، ما المشروع الجديد الذي من الممكن أن تطرحه الشخصيات ذاتها التي قادت المرحلة السابقة؟ - هذه الوجوه فازت في الانتخابات، إذا كان هناك رفض شعبي لها فمن الممكن أن يتم إسقاطها من طريق الانتخابات، لكن الى الآن لم تبرز قيادات جديدة قادرة على طرح نفسها كبديل. > أي الأطراف أقرب الى مشروعكم الوطني من التحالف الشيعي؟ - الى الآن طرح السيد مقتدى الصدر هو الأقرب الينا جميعاً، لأنه طرح وطني، أما مدى انعكاس هذا الطرح على السلوك والأداء فهو ما لا نعرفه، لكن ما يطرحه السيد الصدر الى الآن فيه جراة وطنية. > هل من الممكن أن تتحالفوا مع كتلة يؤسسها العبادي، وما هو رأيكم بأدائه كرئيس حكومة؟ - العبادي يمكن أن يكون الرأس في فريق متميز، إلا أنه لا يمتلك مواصفات القائد، ولكن ضمن الخيارات المطروحة حالياً لا يوجد لدينا مانع في دعم العبادي لدورة ثانية. > أتتوقع أن يحصل العبادي على ولاية ثانية؟ وهل هناك دعم دولي لهذا الأمر؟ - العبادي لم يحصل على تقدم كبير في الموضوع الانتخابي، إلا أن وضعه في الشارع السنّي قد يكون أفضل من وضعه في الشارع الشيعي، والسبب الأساسي هو انه في مدة حكمه لم تحصل إهانات ومداهمات للعائلات والناس بالقدر الذي كانت تحصل سابقاً، فضلاً عن أن نقاط التفتيش التي كانت تضايق الناس في العامرية والمنصور خفت في شكل كبير. فهو يهتم بجانب حقوق الإنسان أكثر من الآخرين، وهناك دعم دولي لتولي العبادي دورة ثانية. > الى أين وصلت المحادثات في شأن مشروع التسوية الذي طرحه التحالف الشيعي؟ وما هي مآخذكم عليه؟ - لم نشعر بوجود جدية لتطبيقه، لو كانت هناك جدية لتطبيقه سنكون داعمين له وبقوة، نحن الآن لسنا معارضين للمشروع، لكننا غير مطمئنين الى وجود نية سلمية بإجراء تسوية حقيقية في البلاد، وفي ما يخص الاعتراض الذي طرحة أسامة النجيفي فإنه لم يكن على مضمون الورقة، وإنما على توقيت عرضها والذي تزامن مع التصويت على قانون «الحشد الشعبي»، فالتصويت على قانون «الحشد الشعبي» في البرلمان لم يتم بالتوافق وقد تم فرضه، وهذا ما أثار تساؤلنا عن إمكان طرح تسوية في وقت يفرض علينا قانون بهذه الأهمية. > الحديث عن «الحشد الشعبي» يجرنا الى مرحلة ما بعد «داعش»، هل تخشون «الحشد الشعبي» في مرحلة ما بعد «داعش»؟ - نعم لدينا تخوفات من مرحلة ما بعد «داعش»، وجزء من هذه التخوفات هو موضوع «الحشد الشعبي»، لأن من المؤكد أن العراق لن يستقر ولن يتقدم بوجود قوة خارج إطار الدولة وخارج إطار المؤسسة العسكرية. > لكن هذه القوة شرّعت بقانون؟ - حتى وإن شرعت بقانون أو أنها مرتبطة بالقائد العام للقوات المسلحة، لكن هذه القوة إذا لم تكن جزءاً من المؤسسة العسكرية فهي تأسيس لحرس ثوري إيراني في العراق. > برأيكم كيف ستتعامل المحافظات السنّية مع هذا الأمر؟ - بالتأكيد نحن لا نريد أن نتعامل مع الأمر بالقوة، بل بالنقاش، فإذا أراد التحالف الوطني (الشيعي) أي تسوية فعليه أن يتفاهم معنا على موضوع «الحشد الشعبي» أولاً لأن عدم التفاهم على هذا الأمر يعني تدمير البلد ككل، حتى المحافظات الجنوبية وليس محافظاتنا فقط، الجنوب الآن يشهد عمليات خطف واغتيالات تنفذ تحت مظلة المجاميع المسلحة. > لكن الحشد كان له دور في إيقاف زحف «داعش» نحو بغداد، ألا تقوّمون هذه التضحيات؟ - أرفع قبعتي الى الإخوة الذين قاتلوا متطوعين تحت مظلة الجيش العراقي تحت عنوان «الحشد الشعبي» او تحت عنوان المتطوعين وكان لهم دور في دحر «داعش»، ولكن هذا لا يشكل لهم استحقاقاً في تأسيس مؤسسة وكيان عسكري مرادف للجيش خارج إطار الدولة يعرقلان مسيرتها. > ما هي خططكم للمحافظات المتضررة من «داعش» في ما يتعلق بنازحيها وإعمارها؟ -لا نعول كثيراً على الحكومة العراقية، إذا لم تكن هناك مساهمة جدية وسريعة من المجتمع الدولي في إعادة إعمار هذه المناطق لأن ذلك سيؤدي الى حدوث اضطرابات في المنطقة مستقبلاً، لذلك، من مصلحة السعودية والإمارات والدول العربية الغنية ومصالح تركيا وإيران وأميركا والاتحاد الأوروبي أن ياتوا بسرعة لإعمار هذه المناطق وإعادة الأمل لسكانها لأن دخولهم في حالة اليأس يعني أن يكون التطرف أحد خياراتهم. * تحدثتم عن مستقبل سكان المناطق التي تضررت من «داعش». هناك عوائل لعناصر التنظيم تم إخراجها ووضعها في معسكرات خاصة. ما هو مصيرها وكيف يجب التعامل معها؟ - هؤلاء يجب أن يعاد تأهيلهم بمعنى، تجب إعادة دمج غير المتورط منهم في الذبح في المجتمع. * اليوم هناك طرف سياسي آخر يهدد بالانفصال والخروج من مظلة العراق الموحد هو الاكراد، كيف تنظرون الى توقيت طرح هذه المسالة؟ - لا اعتقد بوجود مبرر للجانب الكردي ليطرح موضوع الاستفتاء والاستقلال، فهذا الموضوع من الناحية الوطنية غير مقبول، نحن الآن في مرحلة قتال وحرب ضد «داعش» وطرح مشروع من هذا النوع يشتت الجهد ويزيد من خسائر المعركة ويطيل أمدها، قضية الاستقلال قضية كبيرة جداً قد تؤدي الى شرخ كبير جداً وأتمنى أن لا تقود الى حرب، الأكراد تمددوا على مساحة تساوي مساحة كردستان سابقاً مساحة اضافية حصلوا عليها باستغلال ظرف الاحتلال واستغلال وجود «داعش» وهذا غير مقبول من الناحية الأخلاقية ولا الوطنية. > هل سيتسبب هذا الشرخ بإحياء مطالب إنشاء الإقليم السنّي؟ - لا اعتقد أن مشروع الإقليم السنّي ينجح في الوقت الحاضر، لكن إذا بقي الإخوان في التحالف الوطني (الشيعي) يديرون البلاد بالطريقة الحالية، فالجميع سيطالب بالأقاليم حتى المحافظات الجنوبية. > كيف تنظرون الى دور دول الجوار الإقليمي للعراق؟ - معظم دول الجوار لعــبت دوراً سلبياً في العراق، وأكثر الأدوار سلــبية كان الدور الإيراني، لأن إيران جاءت بمفهوم تصــدير الثورة، وأسست لأحزاب ولقنوات فضائية طائفية وركزت المشروع الطائفي في العراق وما زالت تحاول الحفاظ على مشروعها الطائفي، أيضاً هناك دول أخرى دعمت التطرف الموجود في البلاد ودعمت أطراف توجهها متطرف. > لكن رئيس الجمهورية وفي حديث الى صحيفة «الحياة» أشاد بدور إيران في دحر «داعش» وإيقاف زحفه نحو بغداد؟ - نعم، ربما ساهمت في هذا الموضوع. لكن الأخطاء الأخرى التي قامت بها هي أخطاء كبيرة وجسيمة جداً. أنا أستطيع أن أتحدث عنها، ربما رئيس الجمهورية يجد حرجاً في الحديث عنها. > هل تطمحون الى دور عربي أكبر في العراق، وكيف تنظرون الى ما طرأ على العلاقات العراقية- السعودية من تطور؟ - السعودية أخذت موقفاً محافظاً طيلة المدة الماضية وكان موقفها مبتعداً من العراق، لكننا نتعشم في الإدارة الجديدة خيراً، لا سيما أنها هي من بادرت الى تنظيم زيارات للعراق ولقاء القادة العراقيين ومن ثم استقبالها العبادي مرة أخرى في الرياض، وسمعنا بوجود استعدادات كبيرة للانطلاق نحو العراق ومعاونته.

مشاركة :