الجامعة العربية تحذر إسرائيل من اشعال فتيل أزمة كبرى

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة/القدس المحتلة - قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط الأحد إن "القدس خط أحمر"، متهما اسرائيل بـ"اللعب بالنار" وادخال المنطقة في "منحنى بالغ الخطورة" من خلال فرضها اجراءات أمنية للدخول إلى الحرم القدسي. وأعلن مجلس الجامعة العربية عن اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية بناء على طلب من الأردن لمناقشة الأوضاع في القدس. ونقل بيان عن الأمين العام للجامعة قوله إن "القدس خط أحمر لا يقبل العربُ والمسلمون المساس به". واعتبر أن الحكومة الإسرائيلية "تلعب بالنار وتغامر بإشعال فتيل" أزمة كبرى مع العالمين العربي والإسلامي من خلال فرضها إجراءات أمنية للدخول إلى الحرم القدسي. وتأتي تصريحات أبوالغيط بينما يستمر الانتشار الكثيف للجنود الاسرائيليين في القدس الشرقية المحتلة، خصوصا في محيط المسجد الأقصى إثر هجوم أدى إلى مقتل شرطيين إسرائيليين في 14 يوليو/تموز أغلقت بعده السلطات الإسرائيلية باحة المسجد الأقصى حتى 16 يوليو/تموز. وقالت القوات الإسرائيلية إن المهاجمين خبأوا أسلحتهم في ساحة المسجد الأقصى وبناء على ذلك قررت تركيب أجهزة لكشف المعادن عند مداخل هذا الموقع الحساس بالقدس الشرقية المحتلة. وأضاف بيان الجامعة العربية أن "الأيام الماضية أثبتت أن الاعتبارات الأمنية لا تمثل الباعث الحقيقي وراء الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة"، مشيرا إلى أن "ما يجري اليوم هو للأسف استكمال لمشروع تهويد المدينة المقدسة والاستيلاء على البلدة القديمة التي لا تعترف أي دولة في العالم بسيادة إسرائيل عليها". وحذر أبوالغيط الحكومة الإسرائيلية من "الانجراف وراء دعاوى القوى اليهودية المتطرفة التي صارت كما يتضح للجميع تقبض على زمام السياسة الإسرائيلية". وقتل خمسة فلسطينيين في مواجهات مع القوات الاسرائيلية في اليومين الماضيين كما قتل شاب فلسطيني ثلاثة اسرائيليين في احدى مستوطنات الضفة الغربية. ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة الاثنين بطلب من فرنسا والسويد ومصر وفق ما أفاد دبلوماسيون. وناشدت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط جميع الأطراف "ضبط النفس إلى أقصى حد". ودعت الرباعية "اسرائيل والأردن إلى العمل سويا من أجل الإبقاء على الوضع القائم" في باحة الأقصى في القدس الشرقية المحتلة والذي يتاح بموجبه للمسلمين دخول الموقع في أي وقت ويتاح لليهود دخوله في أوقات محددة من دون السماح لهم بالصلاة. وتعترف إسرائيل بموجب معاهدة السلام الموقعة مع الأردن عام 1994 بوصاية المملكة على المقدسات الإسلامية في القدس التي كانت تخضع اداريا للأردن قبل احتلالها عام 1967. لا إلغاء للبوابات الالكترونية وفي مواجهة الضغوط الدولية والإقليمية، قال مسؤولون إسرائيليون الأحد إن إسرائيل لن ترفع بوابات الكشف عن المعادن التي أطلق تركيبها خارج الحرم القدسي شرارة أسوأ صدامات مع الفلسطينيين منذ سنوات، لكنها قد تقلل استخدامها في نهاية الأمر. ووسط تحذيرات من جنرالات إسرائيل من احتمال تصاعد العنف يدرس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البدائل المتاحة للبوابات التي وضعت عند المداخل المؤدية إلى المسجد الأقصى بعد مقتل اثنين من رجال الشرطة في المنطقة يوم 14 يوليو/تموز. لكن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تخشى أن تبدو بمظهر الاستسلام للضغوط الفلسطينية في الحرم الذي يقدسه اليهود وكان ضمن أراضي القدس الشرقية المحتلة التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها إليها في خطوة لم تلق اعترافا على المستوى الدولي. وقال تساحي هنجبي وزير التنمية الإقليمية الإسرائيلي وهو من كبار الأعضاء في حزب الليكود الحاكم لراديو الجيش إن البوابات الإلكترونية "باقية. لن يملي علينا القتلة كيف نبحث عن القتلة". وأضاف "إذا كانوا لا يريدون دخول المسجد فدعهم لا يدخلونه". ويرفض كثيرون من الفلسطينيين المرور عبر البوابات الإلكترونية ويؤدون الصلاة في الشوارع ويشاركون في احتجاجات كثيرا ما تتحول إلى مواجهات مع قوات الاحتلال وذلك لرفضهم ما يرون أنه انتهاك لترتيبات قائمة منذ عشرات السنين لدخول المصلين إلى الحرم القدسي. ويوم الجمعة أطلقت قوات الأمن الإسرائيلية النار على المتظاهرين وقال رجال الإسعاف إن ثلاثة متظاهرين فلسطينيين سقطوا قتلى. وقالت الشرطة إنها تحقق في الأمر. وقال الجيش الإسرائيلي إن فلسطينيا رابعا قتل في منطقة القدس السبت عندما انفجرت عبوة ناسفة كان يعدها قبل الأوان. وقال رجال الإسعاف الفلسطينيون إنه مات متأثرا بجروح من شظايا في الصدر والبطن. وفي علامة على انتشار الاضطرابات طعن فلسطيني ثلاثة مستوطنين يهود في الضفة الغربية المحتلة بعد أن قال على فيسبوك إنه سيحمل سكينه ويلبي "نداء القدس". ولأحد أُطلق صاروخ على إسرائيل من قطاع غزة، لكنه سقط في أرض مفتوحة وقال الجيش إنه لم يتسبب في أي أضرار. "اضطرابات واسعة النطاق" وقال قائد الجيش الاسرائيلي الجنرال جادي أيزنكوت في كلمة ألقاها للمجندين الجدد إن الأحداث "تشهد بقابلية الفترة الحالية للاشتعال". كما حذر جلعاد إردان وزير الأمن العام من احتمال حدوث "اضطرابات واسعة النطاق". وقال إردان في مقابلة مع راديو الجيش إن إسرائيل قد تستغني عن أجهزة الكشف عن المعادن للمسلمين الداخلين إلى الحرم بموجب ترتيبات بديلة يجري بحثها. وربما يكون من هذه الترتيبات تعزيز وجود الشرطة عند المداخل وتركيب كاميرات دوائر تلفزيونية مغلقة مزودة بتكنولوجيا التعرف على ملامح الوجوه. وأضاف "رغم كل شيء هناك كثير من المصلين الذين تعرفهم الشرطة. المترددون بانتظام وكبار السن وما إلى ذلك. وهي توصي بأن نتجنب تمرير هؤلاء عبر تلك البوابات"، مشيرا إلى أن البوابات قد تستخدم فقط لمن يحتمل أن يكونوا من مثيري الشغب. وقال إن مثل هذه الترتيبات البديلة ليست جاهزة، بينما أصدرت المرجعيات الدينية في القدس بيانا قالت فيه إنها ستواصل معارضة أي ترتيبات إسرائيلية جديدة. وقال البيان "نؤكد على الرفض القاطع للبوابات الإلكترونية وكافة الإجراءات الاحتلالية والتي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير الواقع التاريخي والديني في القدس ومقدساتها وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك". ويوم الجمعة أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوقف كل الاتصالات الرسمية مع إسرائيل دون اعطاء أي تفاصيل. ومنذ توقف المباحثات حول إقامة الدولة الفلسطينية اقتصرت الاتصالات بين الجانبين في الأساس على التعاون الأمني في الضفة الغربية. وطالب الأردن وتركيا وهما من الدول الإسلامية القليلة التي تربطها صلات بإسرائيل برفع البوابات الإلكترونية. وقال نتنياهو في تعليقات أذاعها التلفزيون قبل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء الأحد "نحن ندير الأمر بهدوء وعزم وإحساس بالمسؤولية"، مضيفا أن الإجراءات الأمنية ستتقرر بما يتفق مع الوضع على الأرض. ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء المصغر الخاص بالبت في المسائل الأمنية اجتماعا مساء الأحد.

مشاركة :