أنا أضيق ذرعاً بالأرقام، وحتى أخطئ في كتابتها، ولكن أحيانا لا بدّ مما ليس منه بدّ، وهي تتعلق بتكاليف إنتاج الكهرباء، وأنا اقتبسها من صحيفة الرياض العدد رقم 16808 الصادر بتاريخ 3 رمضان 1435 الموافق 1 يوليو 2014، وهذه هي بعض الأرقام ولن أزعج القارئ بها كلها.. يحصل منتجو الكهرباء في المملكة على زيت الوقود الثقيل بسعر 43ر0 دولار اميركي بينما يبلغ السعر العالمي 43ر15دولارا أميركيا، وسعر الغاز 75ر0 دولار أميركي فيما يصل سعره العالمي إلى 14ر9، أمّا الديزل فتحصل شركات إنتاج الكهرباء المحلية عليه بسعر 67ر0 دولارا أميركيا بينما يصل سعره العالمي إلى 67ر21 دولارا أميركيا.. الخ. وقارنوا بين الرقم 67ر0 و 67ر21، الفرق بينهما بالغ وغير مقبول إلاّ إذا نجم عن تقديم الدعم للطبقات الفقيرة، وهذا قد يكون هو ما يحدث وهو مقبول، ولكن المرفوض وبكل قوة هو أن يستفيد القادرون من هذا الدعم ويتمتعون به، ويقال إنّ تسعيرة الكهرباء للكيلو واط تتفاوت حسب كمية الاستهلاك أو شيء من هذا القبيل، ولكنني لا أحسب أنّ هذا التفاوت كبير لأن إجمالي ما يصل إليه الدعم الذي تقدمه الدولة لمستهلك الكهرباء يصل إلى 150 مليار ريال سنويا، وهو رقم فادح ما يوحي أنه يشمل الموسرين أيضا، وهذا وضع غير صحي أو صحيح ويجب أن يعاد النظر فيه، وخاصة وأننا نحتاج إلى جزء من هذا المبلغ الضخم للوفاء بخدمات أساسية هي محل تقصير وقصور الآن.