قررت جامعة الدول العربية أمس الأحد، عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية يوم الخميس المقبل، للنظر في الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس وفي حرم المسجد الأقصى الشريف. وصرّح الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأن الاجتماع الطارئ تقرر في ضوء الاتصالات المكثفة التي جرت على مدى الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، وبناءً على طلب من المملكة الأردنية الهاشمية، دعمه عدد من الدول الأعضاء في الجامعة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أمس الأحد، إن «القدس خط أحمر»، متهمًا إسرائيل بـ«اللعب بالنار» وإدخال المنطقة «منحنى بالغ الخطورة». ونقل بيان عن الأمين العام للجامعة قوله إن «القدس خط أحمر لا يقبل العرب والمسلمون المساس به». وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية «تلعب بالنار وتغامر بإشعال فتيل» أزمة كبرى مع العالمين العربي والإسلامي، من خلال فرضها إجراءات أمنية للدخول إلى الحرم القدسي. وتمنع إسرائيل لليوم الـ12على التوالي من دخول المسجد الأقصى، وحرمت المسلمين من تأدية صلاة جمعتين فيه، بسبب نصب بوابات إلكترونية على أبواب الحرم القدسي. ومنذ 10 أيام، يشهد محيط الحرم القدسي مواجهات يومية بين الشبان الفلسطينيين وجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقد امتدت هذه المواجهات إلى مدن فلسطينية عدة في الضفة الغربية. وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل عدد من الشبان الفلسطينيين وإصابة آخرين، في وقت شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات في مدن الضفة الغربية على خلفية هذه المواجهات. إلي ذلك أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأحد، أن السلطة أوقفت التنسيق الأمني مع إسرائيل. وقال عباس في رام الله إن «القرار الذي اتخذناه بوقف جميع أنواع التنسيق سواء الأمني أو غيره، ليس سهلا إطلاقا، ولكن عليهم (الإسرائيليين) أن يتصرفوا، وأن يعرفوا أنهم هم الذين سيخسرون حتما؛ لأننا نقوم بواجب كبير جدا في حماية الأمن عندنا وعندهم». وكان عباس أعلن مساء الجمعة «تجميد» الاتصالات مع إسرائيل إثر مواجهات دامية بسبب وضع بوابات لكشف المعادن على مداخل الحرم القدسي. وقال عباس إن هذه البوابات ليس من حقهم وضعها على أبواب الأقصى؛ لأن السيادة على المكان من حقنا، لذلك عندما اتخذوا هذه القرارات، أخذنا موقفا حاسما وحازما، وخصوصا فيما يتعلق بالتنسيق الأمني، وكل أنواع التنسيق بيننا وبينهم. وتابع: نحن نحارب العنف والإرهاب، أما إسرائيل فتريد محاربة الإرهاب من خلالنا وتعتمد علينا، ولا تقوم بواجباتها، فهذا ما لا نقبله، لذلك إذا أرادت إسرائيل أن يعود التنسيق الأمني فعليها أن تتراجع عن هذه الخطوات التي قامت بها. وأكد أن القرار بوقف جميع أنواع التنسيق مع إسرائيل، اتخذ بالإجماع من قبل القيادة الفلسطينية. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي، الإثنين، لبحث التصعيد الإسرائيلي في القدس، بناءً على طلب من مصر والسويد وفرنسا، في وقت دعت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط إلى «ضبط النفس».
مشاركة :