الموت .. قوانين شديدة الغرابة

  • 7/4/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قد تستطيع الامتناع عن أشياء كثيرة في الحياة، ولكن هل تستطيع منع الموت أو تأجيله، لكي تختار المكان الملائم ليكون مثواك الأخير؟! فهناك قوانين شديدة الغرابة، تمنع أن تحصل الوفاة الطبيعية في أماكن معينة، وأول حالة سجلت في التاريخ في القرن الخامس قبل الميلاد في "جزيرة ديلوس" الإغريقية، التي منعت الوفاة على أراضيها، وذلك لمعتقدات دينية، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بنبش القبور، والتخلص من جميع الجثث لتطهير الجزيرة! وفي عام 1878 مُنع أن يموت أحد أو يولد في جزيرة إيتسوكوشيما اليابانية التي تعتبر معبدا ومنبعا لديانة "الشنتو" الشهيرة، التي لا يزال أثرها واضحا حتى اليوم في الثقافة اليابانية، ليحافظوا على المدينة خالية من الدماء، كما حرموا على الزوار أن تطأ أقدامهم تراب أرضهم المقدسة، وخصصوا ممرات على قوائم خشبية لعبورهم! وفي عام 1930 لم تسمح النرويج بأن تقع الوفاة الطبيعية في مدينة لونجياربيين لأسباب بيئية بحتة، فالجثث على أرضها لا تتحلل وتبقى كما هي، حتى إن بعض الباحثين استطاعوا أخذ أنسجة رقيقة جدا من جثة رجل توفي بسبب فيروس الإنفلونزا عام 1917! ويعود السبب إلى شدة برودة المدينة، وعلى من يمرض مرض الموت أن يبحث عن مكان آخر يموت عليه بسلام، أو يتم نقل جثته برا أو بحرا إلى أي مدينة قريبة. وحديثاً مُنعت الوفاة في عديد من المدن لأسباب أخرى غير دينية، ففي فرنسا حُرمت الوفاة في ثلاث مدن "لوفاندو 2000، كوجناكس 2007، ساربورنكس 2008" لعدم توافر مقابر، وعدم السماح بتوسعتها أو إنشاء جديدة، حتى إن رئيس بلدية ساربورنكس فرض عقوبات على من يجرؤ ويموت على أرض المدينة! وفي إيطاليا لا يستطيع أحد الموت على أرض جزيرة فلاتشيانو دي ماسيو من بداية آذار (مارس) 2012، وعلى السكان أن يحتفظوا بجثث موتاهم حتى يتم إنشاء مقبرة لهم! أما البرازيل فقد منعت الوفاة في "بيريتيبا ـــ ميريم" عام 2005، وذلك بسبب عدم اهتمام أهلها بصحتهم، مما زاد من معدل الوفيات في السنة الواحدة، وفاضت المقابر بالجثث، مما اضطرهم لركم الجثث فوق بعض، واستخدام الأنفاق للدفن، ولزيادة المنع فرضت السلطات عقوبات قاسية تصل حد السجن وغرامات مالية، ولحسن الحظ لم يعاقب الموتى! وفي إنجلترا يهمهم ألا تحصل الوفاة في بعض المباني مثل مبنى البرلمان، وموت العامة في القصور الملكية، لكيلا تقام لهم جنازة رسمية!

مشاركة :