التطرف ليس حكرا على المسلمين.. «الإنجيليكانيون» مثال

  • 7/24/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

التطرف الديني والمذهبي شائع في مختلف المجتمعات، وليس حكرا على المسلمين، هكذا بدأت صحيفة «كريستيان سينس مونيتر» تقريرها المنشور على موقع «أمازون»، مشيرة إلى دعوات أطلقت في 2015 لتولي رئيس أمريكي متدين سدة حكم الولايات المتحدة. الصحيفة التي تصدر يوميا عدا السبت والأحد، وتتناول المسائل السياسية مع مقال ديني يومي يتصدر صفحتها الأولى، عقدت مقاربة ومقارنة بين تنظيم داعش ودعوة متطرفة لرئيس المشيخة الأرثوذكسية، علاوة على تصريحات رئيس مجلس الشيوخ تيد كروز في مؤتمر الحريات الدينية الوطنية الذي عقد في ولاية ايوا في شهر نوفمبر 2015 قال فيها: «إن أي رئيس لا يبدأ يومه جاثيا على ركبتيه، لا يصلح أن يكون قائدا لهذه الأمة»، وهو ما جاء ضمن مداخلة لرئيس المشيخة الأرثوذكسية كيفن سوانسون، الذي قال أمام ذات الحشد: «إن هناك عددا من العقوبات تستوجب القتل»، لتثير مداخلتا كروز وسوانسون عاصفة من الإعجاب والتصفيق. وأشارت «كريستيان سينس مونيتر» إلى أن الانجيليون الأمريكيون عملوا في حقب متعاقبة على إعادة صياغة وتشكيل المجتمع الأمريكي على أسس دينية، لافتة لكتاب فيتز جيرالد «الإنجيليون: الجهاد من أجل تشكيل أمريكا»، وفيه ترصد وتستعرض الحركات الدينية المسيحية نشأتها وتناقضاتها وأهدافها ثم تفرد مساحة واسعة لموضوعها الرئيسي. إذن ووفقا للصحيفة، فإن الإنجيلية الحديثة الناشطة سياسيا، تشمل أكثر من جماعة متطرفة دينيا مثل الأغلبية الأخلاقية، والائتلاف المسيحي الأمريكي ودعاة متشددين من أمثال ويليام برانهام، والمعالجون بالرقية كـ«أورال روبرتس»، والواعظ المتطرف جيري فولويل وبيل جراهام -وهو أكثرهم تطرفا- الذي استقطب تنظيمه «شباب من أجل المسيح» مئات الآلاف من الأمريكيين، وله تأثير سياسي كبير في أوساط القرار، وتقول الكاتبة جيرالد عنه: «الكثير من السياسيين يحرصون على التقرب منه لما تمثله كتلته من ثقل انتخابي، أو لتجنب ما يمكن أن يسببه من تأثير سالب». وتتابع جيرالد: «موقف الانجليكانيين متغير في العديد من القضايا الأمريكية الرئيسية من العبودية إلى الأخلاق العامة والحقوق المدنية والقضايا الاجتماعية الحديثة»، وترصد وتوثق في كتابها عن الطوائف المسيحية الأمريكية المتنافسة كالميثودية والمعمدانية والمحافظين واللوثريين، وجمعيات الرب والمعمدانيين الجنوبيين والمشيخيين، وغيرهم من عشرات الطرق والطوائف المسيحية. وتضيف الكاتبة: «الحركات والطوائف المسيحية جزء من التاريخ الأمريكي، ولها أتباعها وتأثيرها على الحياة العامة، هذه الطوائف تمتلك أموالا ضخمة كما تتميز بنفوذ سياسي كبير، وقد أنشأت العديد من الكنائس والجامعات»، وتستدرك قائلة: «العقيدة المسيحية تشكل أهمية خاصة في مضمار السياسة الأمريكية، وقد أجاب 65% من الأمريكيين في استطلاع أجري مؤخرا بأن الدين له أهمية خاصة في حياتهم اليومية، وإنهم الأكثر ترددا على الكنيسة بين الشعوب الغربية». وتشير الصحيفة في ختام استعراضها لمقال الكاتبة، إلى أن المسيحيين المتطرفين في أمريكا يصرون على أن بلادهم عندما أنشئت كان يراد لها أن تكون أمة مسيحية، وما زال ناشطو اليمين المتطرفين ومقدمو البرامج الدينية في الفضائيات الأمريكية يصرون على ذلك.

مشاركة :