في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من أن تفشي وباء الكوليرا في اليمن ما زال بعيداً عن السيطرة عليه ويمكن أن يتفاقم في موسم المطر، واصل الحوثيون احتجاز ومنع الشاحنات المحملة بأدوية الكوليرا قبل خروجها من ميناء الحديدة غرب اليمن.ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استنكار وزير الإدارة المحلية اليمني رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبد الرقيب فتح، بشدة، «احتجاز ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، 3 قاطرات محملة بأدوية وعقاقير طبية خاصة بمكافحة وباء الكوليرا في محافظة الحديدة».وقال فتح إن «الوضع الإنساني لأبناء محافظة الحديدة لم يعد يحتمل مزيداً من الانتهاكات ووضع العراقيل والعوائق، أمام وصول المساعدات الإنسانية والقوافل الطبية، التي تتطلب الوصول السريع إلى المحتاجين، خصوصاً مع تفشي المرض في هذه المحافظة وعدد من المحافظات».وحمل فتح الانقلابيين المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الإنساني في اليمن، والمساهمة بشكل كبير في تفشي وباء الكوليرا بعد قيامها ببيع الأدوية في السوق السوداء، واحتجاز القوافل المحملة بالأدوية لهذا الوباء، مشيراً إلى أن كل الأدوية الخاصة بوباء الكوليرا مجانية.وتداولت وسائل إعلام يمنية احتجاز عبد الرحمن النشاد، مدير جمارك ميناء الحديدة والموالي للحوثيين، 3 شاحنات تحمل أدوية خاصة بعلاج الكوليرا، وذلك بغرض الحصول على إتاوات مالية للسماح بخروجها ووصولها للمراكز الصحية وعلاج الحالات المصابة، وبحسب مصادر يمنية، فإن مدير جمارك ميناء الحديدة أصر على موقفه رغم النداءات المتكررة له بتقدير الوضع الإنساني والصحي للمواطنين، مطالباً بفرض رسوم جمركية.واتهم الكاتب السياسي اليمني همدان العليي جماعة الحوثي بأنها السبب الرئيسي في ظهور وتفشي الكوليرا، ومن ثم التهاون في الحد من انتشاره وعلاج المصابين، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن «جماعة الحوثيين مارست الفساد في مخصصات النظافة حتى ظهر المرض ثم تساهلت معه ولم تقم بالتدابير السريعة للحد من انتشاره وفي المرحلة المتطورة لم تقم بواجبها بتوزيع الأدوية الخاصة على المرضى».وأعلنت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 368 ألف حالة و1828 وفاة في اليمن منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي. وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة الشايب في إفادة صحافية في جنيف قبل يومين.وأضافت: «تفشي الكوليرا في اليمن ما زال بعيداً عن السيطرة وبدأ موسم المطر للتو ويمكن أن يتسبب في زيادة طرق انتقال المرض، مطلوب جهود حثيثة لوقف انتشار هذا المرض».وحذر مختصون من أن احتجاز أدوية الكوليرا تحت أشعة الشمس على متن الشاحنات من شأنه تعريضها للتلف وعدم الاستفادة منها.مصادر من أبناء الحديدة تحدثت عن أن العملية التي قام بها مدير الجمارك النشاد كانت ضمن عملية فساد بالاتفاق مع شركات أدوية محلية، من خلال استغلال الأوامر القاضية بعدم فرض جمارك على أدوية الكوليرا لإدخال كميات كبيرة من الأدوية ومن ثم بيعها في السوق السوداء بأسعار عالية على المواطنين، «وهو أمر اعتادت جماعة الحوثيين القيام به من خلال استغلال العمل الإنساني لتحقيق أجنداتها الخاصة»، بحسب المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها وقاية من الميليشيات.همدان العليي يؤكد أن هذا السلوك ليس غريباً على الحوثيين، قائلاً: «كثيراً ما احتجزت شاحنات خاصة أو تحمل مساعدات غذائية وطبية كانت في طريقها إلى تعز المحاصرة أو الحديدة أو الضالع وغيرها من المحافظات التي تسيطر عليها أو حتى الخاضعة للشرعية».وأضاف: «جماعة الحوثي لا يهتمون بحياة المواطنين وإنما تتعامل معهم كرهائن أمام المجتمع الدولي للضغط عليه وعلى الحكومة الشرعية لتنفيذ مطالبها والقبول بها بالشكل الحالي وهي تسيطر على سلاح ومؤسسات الدولة».
مشاركة :