هل كان على الاتحاد السعودي لكرة القدم تأجيل قرار السماح بالحارس الأجنبي لمجرد أنَّ النادي الأهلي ظفر بتوقيع الحارس المحلي محمد العويس بعد مفاوضاتٍ صعبة، وبأضعاف قيمته السوقية الحقيقية ممثلة بمبلغ مقدم عقده وبقية مصاريف الصفقة من هدايا وإغراءات ومزايا مالية أخرى، فضلًا عن تورطه في الدخول في ملاحقات قضائية ربما لاتزال تحمل في جعبتها الكثير، خصوصا وأنَّ الطرف الآخر نادي الشباب لازال مصرًا على المضي في هذه القضية وعدم التنازل عن حقوقه؟!. هل كان على اتحاد القدم إرضاء الأهلاويين وتأجيل هذا القرار لتظل بقية الأندية تشكو من ضعف حراستها، ويمتاز فريقهم عنها بوجود العويس كما كانوا يتمنون ويتصورون، وحتى يبقى كعبه أعلى من منافسيه وتحديدًا من خصمه الأهم والأبرز الهلال في هذا المركز الحساس؟!. أتعاطف مع الأهلاويين الذين أغضبهم هذا القرار الذي تحولت معه صفقة العويس من ضربة معلِّم إلى ضربة "تعلِّم"، ومن صفقة العقد إلى صفعة على الخد، وأقدِّر حال الأهلاوي الذي سيشاهد علي الحبسي يقف واثقًا في مرمى الهلال، والأسطورة المصرية عصام الحضري مع التعاون، والخبير الجزائري عز الدين دوخة حاميًا لعرين أحد، والتونسي المميز فاروق بن مصطفى يذود عن شباك الشباب بمبالغ أقل بكثير مما دفعه الأهلي للعويس الذي لازال مجرد "مشروع حارس واعد" بعد أن برز مع "الليث" في موسمٍ واحد كانت أبرز إنجازاته فيه التألق أمام الهلال في الجولة الـ22 من الدوري، والخسارة 4-صفر أمام "الزعيم" في كأس ولي العهد!. الحقيقة التي لا يريد أن يستوعبها بعض الأهلاويين ومن يشاركهم المعاناة من "فوبيا الهلال" أنَّ القرار اتخذ للمصلحة العامة، وليستفيد منه الجميع من دون استثناء، والدليل هو مسارعة الكثير من الأندية للاستفادة من القرار والبحث عن حارس أجنبي ترْتقُ به الضعف الواضح في المركز الأهم، وتكمل به نصف فريقها، في دلالة واضحة على أن المعاناة كانت جماعية، وأن القرار كان للجميع، وليس ذنب تلك الأندية أنَّ الأهلي تورط بدفع مبالغ فلكية في حارس محلي ربما لن يكون بمستوى الحارس الجزائري عز الدين دوخة الذي تعاقد معه نادي أحد بأقل من قيمة العمولة التي تقاضاها وكيل العويس من صفقة انتقاله للأهلي!. في المقابل حين أتذكر سيناريو صفقة العويس وكواليسها بدءًا من مفاوضات معسكر المنتخب واختفاء اللاعب عن ناديه قبل دخوله الفترة الحرة، وحكاية "البنتلي"، وأتذكر أنَّ الشباب الذي كان مستعدًا لدفع أكثر من خمسة ملايين للعويس سنويًا حصل اليوم على حارسٍ أفضل منه وأكثر قدرة وخبرة وبأقل من ذلك المبلغ بكثير؛ لا أملك إلا أن أقول: على نياتكم ترزقون!.
مشاركة :