عن موقف المنظمات الدولية الأهم تجاه قضايانا..؟! «3»

  • 7/4/2014
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

إن قلنا إن أهم المنظمات الدولية الحكومية في عالم اليوم، هي: الأمم المتحدة والمنظمات المتخصصة التابعة لها، والمنظمات الإقليمية الأهم، وفي مقدمتها كل من: الاتحاد الأوروبي، حلف ناتو، منظمة الوحدة الأمريكية، ونحوها، نجد أن عضوية الدول الغربية المتنفذة في هذه المنظمات كثيرا ما تؤدي إلى اتخاذ هذه المنظمات الدولية مواقف سلبية، وغير منصفة تجاه العالمين العربي والإسلامي، وتجاه قضاياه الملحة. أما المنظمات الدولية الحكومية التي ليس للدول المذكورة عضوية فعالة ومهيمنة فيها، مثل: منظمة «آسيان»، منظمة الاتحاد الإفريقي، منظمة عدم الانحياز، فإن لها مواقف ليست سلبية، بل بعضها إيجابي، نحو العالم العربي والإسلامي، لأن الأعضاء المتنفذين فيها لا يضمرون للأمة الإسلامية عداءً، أو حقداً مؤكداً. •• ولو أخذنا موقف «الأمم المتحدة» تجاه أبرز القضايا الإسلامية، وهي قضية فلسطين، سنجد أن موقف هذه المنظمة الأهم يتجسد في قرارات عدة لها. فهناك مئات القرارات التي أصدرتها هذه المنظمة -بشقيها الجمعية العامة، ومجلس الأمن -فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، على مدار الستين عاماً المنصرمة. ورغم وجود شيء قليل من الإنصاف، للعرب والمسلمين، في بعض هذه القرارات، إلا أن معظمها فيه كثير من التحامل والظلم والإجحاف، خاصة تلك القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، وتصويتات «الفيتو» التي شهدها، التي كان أغلبها ضد العرب. إضافة إلى أن معظم القرارات التي كان بها شيء من الإنصاف للمسلمين كانت -وما زالت- حبراً على ورق. ويمكن تبين ذلك الظلم من القرارات الأربعة الأهم في هذا الشأن، وهي القرارات التالية: القرار رقم 181 لعام 1947م: ويتضمن تقسيم فلسطين، وصدر عن الجمعية العمومية. وهو يعطي اليهود 55% من فلسطين، رغم أن نسبة وجودهم في فلسطين في عام 1947م لا تزيد عن 29%. وقد ابتلعت إسرائيل كل فلسطين، وليس ما خصص لها وحسب، ولا من رادع. القرار رقم 194 لعام 1948م: ويدعو إلى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، وصدر عن الجمعية العمومية. وما زال اللاجئون الفلسطينيون يهيمون على وجوههم، أو يعيشون في مخيمات بائسة. القرار رقم 242 لعام 1967م: وصدر عن مجلس الأمن عقب الحرب العربية -الإسرائيلية عام 1967م. ويدعو إلى وقف القتال والانسحاب من الأراضي التي احتلتها إسرائيل، والتفاوض لحل الصراع بالطرق السلمية. وما زالت إسرائيل تحتل معظم هذه الأراضي، وتصر على الاحتفاظ بها. القرار 338 عام 1973م: صدر عن مجلس الأمن عقب حرب 1973م بين العرب وإسرائيل. ويدعو إلى تطبيق القرار 242 لعام 1967م. وما زالت إسرائيل ترفض القرارين معاً. وهكذا، نلاحظ أن موقف هذه المنظمة، في جملته، موقف غير منصف، ومنحاز لأعداء الأمة، وبشكل صارخ -كما هو معروف. وما زالت معظم القرارات التي تصدر عن هذه المنظمة، بشأن غالبية القضايا العربية والإسلامية الملحة، على سيرتها الأساسية، وربما ستظل كذلك، طالما ظل أغلب العرب على ما هم عليه. قابلين لهذا الإجحاف، بشكل أو بآخر، وبتخاذل ملحوظ. بل إنهم باقون في هذه المنظمة، دون أي احتجاج جاد يذكر. •• ولا توجد، على حد علمي، منظمات دولية حكومية تعلن عداءً سافرا للأمة العربية الإسلامية، وتجهر بأي نظرة سلبية تجاه قضايا هذه الأمة. فكل هذه المنظمات تدعي الموضوعية، والعمل على صيانة مبادئ الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية. ولكن، يستنتج من كثير من سلوكيات ومواقف هذه المنظمات ما إذا كانت معادية أم لا. ولكن هناك ما ثبت أنها منظمات أثبت أغلب سلوكها عداء، وسلبية تجاه العرب خاصة، كما سبقت الإشارة. وهناك قلة قليلة من المنظمات الدولية غير الحكومية تجاهر بالعداء للإسلام، ولا تتوانى عن محاربة الإسلام والمسلمين، والكيد لهذه الأمة سراً وعلناً وعلى كل الصعد. وهذه المنظمات غالباً ما يسيطر عليها صهاينة موالون لإسرائيل، ولعدوانها على الأمة. وأذكر من هذه المنظمات: «منظمة آيباك»، و «منظمة بيت المقدس» الأمريكيتين.. ونحوهما. وهي أصلا منظمات أمريكية، وإن كانت ذات بعد دولي واسع.

مشاركة :