50 ضعفا قيمة عمليات الدفع الإلكتروني في الصين مقارنة بحجمها في الولايات المتحدة.العرب [نُشر في 2017/07/24، العدد: 10701، ص(10)]التكنولوجيا تسهل المعاملات بكين – تشير البيانات إلى ارتفاع كبير في استخدام الصينيين لهواتفهم المحمولة في دفع معظم التزاماتهم المالية من دفع أجرة تاكسي إلى تسديد الفواتير وصولا إلى شراء المواد الغذائية، إلى حد أن البلد الذي اخترع العملة الورقية يمكن أن يصبح الاول في التخلي عنها. وفي أحد الأسواق المقامة في الهواء الطلق في بكين، كانت يانغ كيانكيان تقوم بمسح رمز شريطي (باركود) عبر هاتفها النقال للدفع فتنهي عملية الشراء في ثوان وتغادر بعدها وهي تحمل أكياسا مليئة بالإجاص والبطاطا وبطيخة. وتقول كيانكيان “لديّ نقود لكن ليس من السهل إخراجها عندما أكون محملة بالأكياس”، في حين أن هاتفها الذكي لا يفارق يدها طوال الوقت. وتؤكد البيانات انتشار الدفع عبر الهاتف بشكل كبير في المدن الكبرى. ففي العام الماضي وحده، تضاعفت قيمة المشتريات عبر الهواتف ثلاث مرات لتصل إلى 5 مليارات يورو، بحسب مكتب “آي ريسرتش” للأبحاث. ويستند هذا الازدهار في الصين، إلى متانة التجارة الإلكترونية فيما يبتعد المستهلكون تدريجيا عن نقاط البيع التقليدية، ويفضلون الطلبيات التي لا تحتاج أكثر من بضع نقرات على الهاتف من المنزل أو من المكتب لطلب طعام غداء أو شراء بطاقة سفر. ويقول بين كافيندر، مدير قسم دراسة الأسواق في مؤسسة “تشاينا ماركت ريسرتش غروب” إنه “من الممكن جدا أن تصبح الصين في السنوات العشر المقبلة أولى الدول أو بين أوائل الدول التي تستغنى عن العملات النقدية”. وأضاف أن سوق الدفع الإلكتروني في الصين أكبر بما يصل إلى 50 مرة من نظيره في الولايات المتحدة. في الصين مؤسستان عملاقتان للدفع الإلكتروني تتقاسمان مئات ملايين المستخدمين هما “علي باي” إحدى فروع شركة “آنت فايننشال” التابعة لمجموعة “علي بابا” وشركة “وي.تشات باي” التابعة لخدمة الرسائل القصيرة “وي تشات” الحاضرة بشكل قوي في الصين وهي تابعة بدورها لشركة تينسنت. وبات الدفع الإلكتروني راسخا إلى حد أن بعض المطاعم لم تعـد تقبل الأوراق النقدية. وتجد عنـد العـديد من سيـارات الأجـرة والباعة المتجوّلين وصالونات تصفيف الشعر رمز الاستجــابة السـريعة (كيـو.آر) جاهـزا ليتم مسحـه من قبـل الزبـائن لإتمـام الصفقـات. ويتوقع تحالف “بتر ذان كاش” الذي تدعمه الأمم المتحدة للمساعدة على الانتقال إلى الدفع الإلكتروني خصوصا في الدول الفقيرة أن تتراجع حصة العملات الورقية من 61 بالمئة من قيمة المدفوعات في الصين في عام 2010 إلى 30 بالمئة بحلول 2020. واعتمد الصينيون الدفع عبر الهواتف بشكل أسرع من البطاقات المصرفية مع أنه بدأ تعميمهـا في البلاد في العقـد الأول من الألفـية. وبدأت “علي بابا” و”تينسنت” بعد نجاحهما بالتركيز على الخارج مع استهداف سوق السياح الصينيين في العالم. فقد عقدت “تينسنت” اتفاق تحالف مع شركة “وايركارد” الألمانية في مطلع يوليو الحالي لإطلاق “وي تشات باي” في أوروبا حيث “علي باي” موجودة قبلها. لكن أمن الصفقات عبر الهاتف يثير القلق فقد بدأ البعض بتزوير رموز شريطية لسرقة بيانات المستخدمين وسرقة إيداعاتهم المصرفية.
مشاركة :