الأخبار الكاذبة القادمة من العراق بتواطؤ حكومي رسمي

  • 7/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الأخبار الكاذبة القادمة من العراق بتواطؤ حكومي رسمي سيل من الأخبار والصور ومقاطع الفيديو الكاذبة المنتشرة على فيسبوك العراقي دون مصادر رسمية، صدقها العراقيون وأصبحت مادة دسمة لحوارات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي.العرب  [نُشر في 2017/07/24، العدد: 10701، ص(19)]غباء غير مؤكد الموصل (العراق) – تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي في العراق والعالم صورة لما قيل إنه "داعشي" متنكر بزي امرأة. وانتحل هذا "الرجل" شخصية نسائية، فلبس فستانا ووضع من الزينة على وجهه ألوانا، إلا أنه نسي حلق شاربه والتخلص من شعر ذقنه بالكامل، في صورة بدت كاريكاتيرية إلى أبعد حد. ورغم أن الصورة المتداولة من الصعب تصديقها ولم يعرف مصدرها، فقد انتشرت في الإعلام العربي والعالمي وأثارت سخرية واسعة على الشبكات الاجتماعية. يذكر أن تنكر الدواعش بزي النساء محاولين الفرار أمر رائج. وتتسرب هذه المشاهد عبر كاميرات هواتف الجنود الذين ينشرونها على صفحاتهم الشخصية أو يقومون بإرسالها إلى صفحات عامة لها انتشار واسع بين العراقيين على فيسبوك. ويشير المشرف على صفحة “الجيش العراقي الإلكتروني” مثلا في تصريحات صحافية إلى أن الصفحة “تتواصل مع الجنود لنقل ما يدور على الأرض هناك”. ويعتبر موقع فيسبوك المنصة الإلكترونية الأكثر شعبية ومتابعة من قبل العراقيين، بالمقارنة مع غيرها من المنصات الإلكترونية إذ يقدر عدد مستخدميه بـ13 مليونا.معلقون: إن الحكمة الشهيرة بعد الحرب يتكاثر الأبطال، تغيرت في عصر مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح بعد الحرب تتكاثر الأخبار الكاذبة ويقول معلقون إن الحكمة الشهيرة “بعد الحرب يتكاثر الأبطال”، تغيرت في عصر مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح “بعد الحرب تتكاثر الأخبار الكاذبة”. وانتشرت بعد معركة الموصل أخبار كاذبة كثيرة. واستقطب خبر اعتقال قناصة روسية تعمل لصالح “داعش”، المئات من التدوينات على فيسبوك مرفوقة بصورة لفتاة شقراء في العشرين من عمرها. بعد أيام قليلة انتشر خبر آخر ادعى أن القناصة الروسية ليست سوى فتاة إيزيدية اختطفها التنظيم. وقبل أسبوع حسمت النائبة في البرلمان العراقي فيان دخيل الجدل الشعبي، وأعلنت عبر حسابها على تويتر أن الفتاة التي ألقي القبض عليها ليست روسية أو إيزيدية، وإنما هي فتاة ألمانية من برلين تتكلم الألمانية ومتزوجة من مقاتل شيشاني في “داعش”. كما أن للأخبار مجهولة المصدر صدى واسعا بين العراقيين ومنها خبر “تفجير امرأة داعشية تحمل طفلا نفسها ضمن كتيبة جنود عراقيين في الموصل”، وأرفق الخبر بصورة لامرأة تحمل طفلا، ولم تعلن أي جهة رسمية صحة الخبر. وينقل موقع “نقاش” العراقي عن العقيد في الجيش إحسان الجابري المسؤول عن كتابة الموقف العسكري اليومي لوحدته العسكرية، قوله إن “جميع الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي من دون مصادر رسمية صريحة لا نتحمل مسؤوليتها”. من جانبه يقول حسن كامل أستاذ كلية الإعلام في جامعة بغداد إن “المشكلة مركبة، عندما يرفض المسؤولون الرسميون كشف جميع الحقائق للإعلام والجمهور وفق مبدأ حق الحصول على المعلومة ذلك يعطي فرصة ثمينة لمواقع التواصل الاجتماعي لنشر أخبار كاذبة”. ويضيف “هناك حاجة إلى زيادة الوعي المهني لوسائل الإعلام، ولكن بسبب تبعية وسائل الإعلام إلى الأحزاب فإنها لا تكترث بالمهنية وإنما تولي الاهتمام للأخبار التي تتوافق وتوجهات الأحزاب التي تمولها”. وأكدت مساعدة عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد إرادة الجبوري أن “انتشار الأخبار الكاذبة في الأزمات ظاهرة عالمية، ولكن هنا في العراق هي أكثر انتشارا، أحد أسبابها أنه لا يوجد حارس على بوابات مواقع التواصل الاجتماعي، ويستطيع أي شخص إنشاء صفحات ونشر ما يريد دون خوف من القانون، الجمهور يصدق الأخبار بسبب قلة الوعي”. وتضيف الجبوري سببا آخر “نحن شعوب عاطفية بعيدة عن العقل والمنطق ونبحث عن الأخبار التي تتوافق مع رغباتنا وتوجهاتنا الاجتماعية أو السياسية”، ولهذا يستغل البعض ذلك ويقوم بنشر أخبار تؤثر على مشاعر الجمهور، ومثلا فإن ترقب العراقيين لمعركة الموصل يجعلهم يبحثون عن أخبار ترضي رغباتهم، مثل اعتقال عناصر داعش وقصص عن الجنود هناك. وتتهم الجبوري جهات سياسية بالوقوف وراء الأخبار الكاذبة، وتقول “غالبا ما نشاهد صفحات مموّلة المصدر تنشر العشرات من الأخبار ومقاطع الفيديو والصور في أوقات معينة في المعارك أو الخلافات السياسية، وتطور الأمر حتى أصبح الصراع يجري عبر جيوش إلكترونية”. ويقول المحلل السياسي مروان ياسين الدليمي إن “أي شخص متفاعل مع المواقع الاجتماعية بات على يقين بأن ثمّة جيوشا إلكترونيّة عقائديّة في حالة حرب شرسة في ما بينها”. ويشدّد على أن “هذه الحرب قد تكون الأشد خطورة على المجتمع

مشاركة :