أفادت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة في أمريكا بأن 94% من حوادث السيارات تقع نتيجة عوامل بشرية، ومع انتعاش صناعة المركبات ذاتية القيادة، بدأ الحديث عن احتمالية تقليل أو اختفاء الإشارات المرورية، بحسب تقرير تناوله "ماركت ووتش". أفاد خبراء بأنه مع زيادة السيارات ذاتية القيادة على الطرق، سيكون هناك تواصل بين أنظمتها بشأن تحركاتها وأحوال الطريق بينما يتدخل العامل البشري ويخطئ في العديد من المواقف، وبالتالي، ربما لا تستدعي الحاجة لوجود إشارات المرور. الأمان - بالطبع، لا يزال عامل الأمان هو أكثر ما يؤرق الجميع بخصوص التنقل بالسيارات ذاتية القيادة، ويرى باحثون أن فوائدها ستعتمد على مدى انتشار هذه التكنولوجيا وتقبل البشر لها. - توقع كثيرون أن السيارات ذاتية القيادة أمامها عشر سنوات على الأقل قبل أن تكون متاحة للبيع ومن 20 إلى 30 سنة إضافية قبل انتشارها بشكل مكثف. - ستكون أكبر فائدة للسيارات ذاتية القيادة هو انتشارها ووجودها على الطرق بشكل عادي كالمركبات التقليدية. مقاومة حوادث الطرق - أعلنت السلطات الأمريكية في العام الماضي عن إرشادات لتطوير السيارات ذاتية القيادة، كما أكدت وزارة النقل على مراجعات حالية وتحديث لسياساتها لمكافحة حوادث الطرق. - وضعت إدارة "أوباما" هدفا للقضاء على حوادث الطرق في 30 عاما بمعاونة السيارات ذاتية القيادة وتعهدت مدن من بينها "شيكاغو" و"بوسطن" بتقليل ومنع حوادث الطرق في أطر زمنية محددة. - قالت "فولفو" السويدية إنها تعكف على صناعة سيارات جديدة مقاومة للحوادث والوفيات بحلول 2020 وستكون مزودة بتقنية القيادة الآلية، وهو ما يعد أنباء سارة لأمريكا التي شهدت العام الماضي أكثر من 40 ألف حالة وفاة في حوادث الطرق. - مع إعلان شركات السيارات عن تقنيات جديدة مثل المكابح الآلية والفحص الذاتي للمركبات، ربما يسهم ذلك في تقليل حوادث الطرق بشكل كبير، وأفادت دراسة عام 2015 بأن أنظمة معاونة قائدي السيارات ستقلل الحوادث بنسبة 28%. - تكمن المشكلة في العامل البشري - وليس التكنولوجيا - وهو ما جعل غالبية شركات السيارات وشركات تكنولوجية تستثمر في تطوير مركبات ذاتية القيادة مثل "أوبر" و"جوجل" "وفورد". هل يمكن منع حوادث الطرق تماما؟ - تعرضت إحدى سيارات "تسلا" الكهربائية المزودة بخاصية قيادة شبه آلية لحادث قوي أسفر عن مصرع قائدها، وبعد التحقيقات، قيل إن السبب ليس أنظمة السيارة التقنية من توجيه ومكابح ومستشعرات، ولكن السائق ربما توقع وقوع حادث والتدخل في وقت ما في القيادة. - أكد المدير التنفيذي لـ"تسلا" "إيلون ماسك" أن حوادث الطرق لن تختفي بشكل كامل، ولكن يمكن فقط تقليلها بالتكنولوجيا الحديثة، فالعالم مليء بالبشر والظروف المختلفة. - بعد حادث "تسلا" ربما يكون من الصعب تحديد المسؤول عن وقوعه، وهو ما يقود إلى تساؤل آخر: ما مدى ترحيب المواطنين باستقلال سيارات ذاتية القيادة والثقة في أمانها؟ - بالإضافة إلى عامل الثقة، هناك أيضاً التكلفة خاصة في وقت يقبل فيه البشر على التمسك بسياراتهم لفترات أطول، وبالتالي، فإنه حتى مع انتشار السيارات ذاتية القيادة، سيلزم الكثير من الوقت لاقتنائها والإقبال على شرائها.
مشاركة :