حالة من الانبهار طالت النساء مع ظهور تنظيم داعش في عام 2014، وأصبح التنظيم الناشئ محط أنظار الكثير منهن ممن يتبنين الفكر المتشدد، رغبة في الانضمام إليه، وطارت الأفئدة نحو التنظيم، وصار قبلة القاصدين من دول العالم، لاسيما أوروبا من أجل العمل تحت إمرة الخليفة المزعوم. لكن سرعان من انقشع الغمام أمام أعينهن، وتفاجئن أنهن كن يبحثن عن سراب، خصوصا مع الهزائم المتلاحقة التي طالت التنظيم في العراق وسوريا، وبات تحقيق دولة الخلافة التي سعى إليها البغدادي ضربا من خيال. ومع كونهن شكلن في بداية الأمر قوة صلبة داخل التنظيم، إلا أنه سرعان ما تسببن في حالة من التمزيق للتنظيم وبات الجنس الناعم مصدر قلق للتنظيم، سواء اللاتي انتسبن إليه أو المحاربات ضده من الإيزيديات أو الكرديات. وإن كان بعض النساء مازلن يعملن في صفوف داعش، أمثال القناصة الروسية، إلا أن البعض الآخر مرق عن التنظيم، وهرب منه وقتل بعض عناصر التنظيم، وفي هذا التقرير نستعرض بعض النساء اللاتي انضممن للتنظيم.. السبية البيضاء استنفر التنظيم في محافظة كركوك بالعراق أعضاءه للبحث عن إحدي عضوات التنظيم، بعد قيامها بذبح قيادي بارز في التنظيم، واختفائها عن الأنظار. “السبية البيضاء” لقب الفتاة التي قتلت القيادي الداعشي، بسبب المعاملة القاسية التي تلقتها من قبل عناصر التنظيم بعد جلبها من الموصل، وأصبح ذكر اسمها يثير الفزع لدي التنظيم، والتي لا يعرف أحد اسمها، لكن عرفت بالسبية البيضاء وما تقوم به من ذبح لعناصر التنظيم والفرار دون أن يستطيع أحد التعرف عليها أو الإمساك بها. القناصة الروسية في يونيو/ حزيران الماضي توجهت وحدة من مكافحة الإرهاب العراقية إلى مدينة الرمادي، التي كانت قد حررت من قبضة “داعش” للبحث عن القناصة الروسية “نورا”، إحدى أخطر القناصات في التنظيم، بعد معلومات أكدت هروبها من منطقة الفلوجة. وقالت مصادر أمنية وقتها، إن القناصة الروسية أظهرت أنها تمتلك مهارات وقدرات عالية في حرب الشوارع، بعد أن تمكنت من قنص عشرات العناصر من القوات الأمنية وقوات مكافحة الإرهاب، وباتت من أهم المطلوبين للقوات العراقية بعد دخولها قضاء الفلوجة، كونها تعد أخطر قناصة لتنظيم داعش الإرهابي في المدينة. بينما كشفت معلومات أمنية، أن “أجهزة تعقب ومتابعة للاتصالات، الخاصة بالاستخبارات العراقية، تمكنت من رصد أحاديث عبر أجهزة اللاسلكي بين قائد بتنظيم داعش يدعى غانم الفلاحي، والقناصة الروسية التي يطلق عليها لقب “نورا”، مطالبا إياها باستهداف مدنيين عراقيين فارين من المدينة، وعناصر من القوات العسكرية العراقية، التي تقدمت إلى مبنى الإدارة المحلية في الفلوجة. وانضمت القناصة الروسية لتنظيم داعش منذ عام 2014 في سوريا، قبل توجهها إلى منطقة حديثة العراقية، ومن ثم إلى الفلوجة نهاية عام 2015، وهي من أخطر قناصي التنظيم . المراهقة الألمانية قالت وسائل إعلام، إن مراهقة ألمانية تدعى ليندا جورج انضمت لتنظيم داعش محتجزة الآن في العراق، وتقول إنها نادمة على الانضمام للتنظيم وتريد فقط العودة إلى أسرتها في بلدها. وذكرت مجلة دير شبيجل الألمانية، أن 4 سيدات ألمانيات انضممن لداعش في الأعوام الماضية بينهن فتاة في السادسة عشرة من عمرها من بلدة بولسنيتس الصغيرة قرب مدينة دريسدن بشرق ألمانيا محتجزات في سجن عراقي ويتلقين مساعدة قنصلية. وفي مقابلة صحفية، قالت ليندا “كل ما أريده هو الابتعاد عن هنا، أريد أن أبتعد عن الحرب، وعن تلك الأسلحة الكثيرة وعن الضوضاء، أريد فقط العودة إلى منزلي، إلى أسرتي”. ليندا أصيبت بطلق ناري في فخدها الأيسر ولديها إصابة أخرى في ركبتها اليمنى قالت إنها أصيبت بها خلال هجوم بطائرة هليكوبتر، لكنها الأن بحالة جيدة، لكنها أعلنت ندمها على انضمامها لداعش وتريد تسليمها لألمانيا وإنها ستتعاون مع السلطات. وقد عثرت القوات العراقية على ليندا في نفق تحت المدينة القديمة إلى جانب 19 أجنبيا آخرين وبحوزتهم أسلحة وأحزمة ناسفة، من بينهم 5 ألمان و3 روس و3 أتراك وكنديان. الأرملة البيضاء قالت إحدى السيدات في تنظيم «داعش»، والموجودة في معسكر للاجئين في سوريا تحت الحماية الكردية، عن رغبة “سالي جونز” عازفة الروك السابقة، ومسئولة التجنيد في تنظيم داعش والتى كانت تعرف باسم “أم الحسين” في العودة لبريطانيا مرة أخرى وترك التنظيم وذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن مغنية الراب سالي جونز التي انضمت لـ”داعش”، تحلم بالعودة إلى مسقط رأسها، وتتوسل لقادة التنظيم ليوافقوا على عودتها، لكن التنظيم يحتجزها لما لديها من معلومات كثيرة عن التنظيم أم الحسين أو الأرملة البيضاء كما كان يعرفها البعض، والتي احتلت فترة من الفترات حيزا كبيرا في وسائل الإعلام بعد إلحاقها بالتنظيم قبل 3 أعوام، عادت من جديد لتتصدر المشهد عقب، الحديث عن رغبتها في العودة من جديد إلى بلادها، مع ورود أنباء عن احتجازها من قبل التنظيم ورفضهم مغادرتها . اشتهرت مغنية الروك البريطانية كأشهر داعشية في العالم، خصوصا بعد توليها منصب مسؤولة التجنيد في التنظيم، وأصبحت من أشهر الداعشيات المطلوبات للعدالة في العالم، بعد أن انتقلت من عالم الغناء والاستعراض إلى عالم الدواعش في عام ، وفي سبتمبر/ أيلول عام 2015، أدرجتها الأمم المتحدة على قائمة العقوبات كعميلة تعمل لصالح منظمة إرهابية. سافرت جونز إلي مدينة الرقة بسوريا بعد علاقة لها مع “العقل الإلكتروني” لداعش والمعروف باسم “جنيد حسين”، الذي قتل في غارة أمريكية نفذتها طائرة بدون طيار في عام 2015، بينما كان يخطط لتنظيم عمليات ضد الغرب. كما اصطحبت معها ابنها والذي بلغ من العمر الأن 12 عاما، وكان يجبر من قبل التنظيم على تنفيذ عمليات إعدام للمساجين والأسرى، وتتوارد الأنباء تلو الأخرى عن حالة جونز النفسية المتردية وأنها تبكي وتريد العودة إلى بريطانيا ولكن التنظيم يمنعها من ذلك. بدأت القصة بارتباط جونز، البالغة من العمر 47 سنة، بشاب يدعى جنيد حسين عبر الإنترنت، وهو أحد عناصر داعش الإلكترونية، ويلقب بـ”عقل داعش الإلكتروني”، وتطورت العلاقة بينهما، وجند حسين جونز، وأقنعها بالفرار إلى سوريا والالتحاق بداعش. واستطاعت جونز اللحوق بجنيد خلال عطلة أعياد الميلاد، وذلك عندما كان ابنها جو يحتفل بعيد ميلاده التاسع، أما ابنها الأكبر فقد كان في الثامنة عشرة من عمره، وقرر أن يبقى في المملكة المتحدة. ومع وصول جونز إلى سوريا تزوجت من حسين في حفل مصغر في مدينة إدلب، بشمال سوريا بعد أن أعلنت دخولها الإسلام وتحول اسمها إلى سكينة حسين، فيما سمي ابنها جو بحمزة. اختارت جونز لنفسها أسم أم حسين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان لها نشاط واسع في تجنيد النساء ودفعهم للالتحاق بداعش، كما كانت تشجع على عمليات إرهابية ضد الغرب، ووجهت رسالة تحذيرية أكثر من مرة على انها ستفجر نفسها، وتكون أول انتحارية بريطانية. في عام 2015 قامت أمريكا بملاحقة حسين إلى أن تم اغتياله بواسطة طائرة بدون طيار، بإطلاق صاروخ على سيارته، ما مثّل خسارة للتنظيم، وكان مقتله فادحا لاسيما لسالي البالغة من العمر 47 عاما. بعد مقتل حسين، وضعت سالي نفسها بمهمة تدريب الأوروبيات الملتحقات بالتنظيم، اللائي يعرفن بالمهاجرات، وتولت الفرع النسوي لكتيبة أنور العولقي، وهي وحدة أنشأها زوجها حسين تضم مقاتلين أجانب، هدفها التخطيط لأعمال إرهابية في الغرب. اكتسبت جونز شهرة كبيرة عقب سلسة من التغريدات علي موقع “تويتر” بعد الانضمام لـ”داعش”،وأعلنت أنها تفتخر بأن زوجها قتل على أيدي أكبر عدو لله وتعهدت بأنها لن تعشق رجلا آخر بعد زوجها، وكذلك تغريدتها برغبتها في ذبح المسيحيين بسكين. أم ريان مسؤول كتيبة الخنساء أعلن تنظيم داعش عن هروب أم ريان التونسية الجنسية، والتي يطلق عليها أيضا أم هاجر، مسؤولة كتيبة الخنساء التابعة لتنظيم “داعش”، مع 4 من مساعداتها باتجاه غرب المحافظة، ومعهن ملايين الدولارات التي كانت بحوزتهن، واستنفر التنظيم عناصره الخاصة لتعقب هروب المجموعة النسائية التي يعتمد عليها “داعش” في إدارة شؤون الانتحاريات وملف سجون النساء. وذكرت مصادر أن أحد المساعدات الهاربات تحمل الجنسية الطاجيكية، وأنهن هربن باتجاه نحو الحدود مع سوريا، وتعد مسؤولة الكتيبة بالتنظيم الإرهابي وزيرة شؤون النساء، وتأخذ على عاتقها توزيع النساء وتجنيدهن وإعداد الانتحاريات.
مشاركة :