حاضر الباحث طلال الرميضي ود. عايد الجريد في ندوة أدبية بقصر الثقافة في مدينة الأقصر في مصر ركزت على العلاقات الكويتية - المصرية. شارك الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين الباحث طلال الرميضي، ود. عايد الجريد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الكويت، في احتفالية الأقصر عاصمة للثقافة العربية لعام 2017، التي أقيمت في قصر الثقافة بالأقصر، حيث كانت الكويت ضيف هذه الاحتفالية الثقافية الكبرى. وقدم الرميضي ورقة بعنوان "تاريخ البعثات الطلابية في مصر"، تناولت أخبار أوائل الطلبة الكويتيين الذين سافروا إلى مصر للدراسة منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي، مبينا أن القاهرة كانت بعيدة المنال، لعدم توافر وسائل سفر، بسبب البعد الجغرافي والطقس الحار. وأكد أن العلاقات بين مصر والكويت بدأت على المستوى الشعبي قبل الرسمي منذ زمن بعيد، ومنها العلاقات التجارية والثقافية، وكانت طلائع الطلاب الدارسين هم سفراء الكويت في هذا القُطر العربي. البعثات التعليمية وسرد الرميضي أسماء وأخبار الطلبة الكويتيين القدامى، وفق المصادر التاريخية. كما تناول بداية البعثات التعليمية التي أرسلها مجلس المعارف بعد تأسيسه عام 1936، وكانت أول بعثة طلابية عام 1938 مكونة من خمسة طلاب، ثم أوفد في عام 1939 أربعة طلاب آخرين إلى القاهرة، للدراسة في الأزهر. وأضاف: "بدأت أعداد الطلبة المبتعثين تتزايد في السنوات التالية، ففي عام 1943 أرسل المجلس إلى القاهرة 17 طالبا، وارتفع العدد عام 1945 إلى 50 طالبا انضموا إلى زملائهم السابقين". وبيَّن الرميضي العلاقة الثقافية الوطيدة بين الكويت ومصر عبر ما يقارب قرنين من الزمان، واستمرارها بتقدم وازدهار، لما يخدم الشعبين وفق أطر المحبة والعطاء. العلاقات الثقافية بدوره، تناول د. عايد الجريد في ورقته بعنوان "العلاقات الثقافية الكويتية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين"، العلاقات الثقافية بين البلدين، والتي كانت تشكل الجزء الأكبر بينهم. وذكر أن مصر كانت مقصدا لطالبي العلم الكويتيين، فأول كويتي نال الشهادة العلمية كان الشيخ مساعد العازمي من الأزهر عام 1881، كما كان مثقفو الكويت يزورون مصر للالتقاء برجال العلم والفكر، كالشيخ عبدالعزيز الرشيد، الذي حضر عدة حلقات في الجامع الأزهر. وقال إن الأساتذة المصريين الذين وفدوا إلى الكويت منذ أوائل القرن العشرين ساهموا في توثيق العلاقات الثقافية، منهم الشيخ حافظ وهبة، الذي ترك آثار طيبة بين أحرار الكويت ومفكريها، فكان من بين المشاركين في وضع فكرة أول مكتبة بالكويت (الأهلية) عام 1923. وتابع: "في عام 1946 أنشئ بيت الكويت في القاهرة، ليكون تمثيلا ثقافيا وسياسيا، وقد استهلها البيت بإصدار مجلة البعثة الثقافية، التي كان لصدورها دور في التواصل بين مثقفي الكويت ومصر". سياحة أثرية في حين قدَّم د. أحمد الشوكي، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، ندوة بعنوان "رحلة أمير في أوائل القرن العشرين" عن كتاب "سياحة أثرية" الصادر عن الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية تأليف عبدالمسيح الانطاكي، وصدرت الطبعة الأولى منه عام 1911، وتمت إعادة طباعته ضمن سلسلة أوائل المطبوعات التي دشنتها دار الكتب عام 2013 لإعادة إحياء التراث الفكري المصري، وتناول الكتاب زيارة المحسن الكويتي جاسم الإبراهيم للأقصر وأسوان ودونها الأنطاكي في كتابه. وأشار د. الشوكي في كلمته إلى أن الكتاب يصف لنا رحلة شيقة وثقها لنا عبدالمسيح بك، احتفاء بزيارة الإبراهيم إلى مصر. واستعرض عدة مشاهد من أفلام توثيقية تستعرض مدينة الأقصر وقرية القرنة. يذكر أن الفعاليات تمت على مدى يومين تحدث فيها المدير العام لآثار مصر العليا د. محمد عبدالعزيز، ود. رضوان عبدالراضي أستاذ الآثار المصرية بجامعة أسوان، والشاعر حسين القباحي مدير بيت الشعر في الأقصر تناولوا الثقافة والأدب في هذه المدينة العريقة في ندوة أدبية ثرية جدا، وأدارها الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة د. حاتم ربيع.
مشاركة :