حوار: بكر المحاسنة أحمد عبد الله راشد الضنحاني شاب إماراتي طموح، يرى أن الكاميرا رفيقته في حله وترحاله، عشقها منذ الصغر وعندما اشتد عوده أصبحت هوايته التي يحرص على ممارستها وتطويرها، فالصورة بالنسبة إليه أكثر بلاغة من ألف كلمة، والمصور كالصياد الماهر يتحين الفرصة لاقتناص اللقطة المعبرة التي ترضي شغفه.يرى الضنحاني أن الثقافة العامة من أساسيات المصور الناجح، لأنها تغني أعماله وتعكس شخصيته المميزة، وأن الفضل في احترافه هذا المجال يعود لمدينته دبا الفجيرة التي ساهمت طبيعتها الجبلية الخلابة بصقل موهبته وتطويرها يوماً بعد آخر، وعن رحلته مع عالم الصورة، كان معه الحوار التالي: متى بدأت علاقتك بالتصوير؟- منذ الصغر، حيث كنت أمتلك كاميرا من نوع كانون وأحب التقاط بعض الصور للأماكن والمناظر المحيطة بي، بخلاف تصوير الأشخاص، حتى وجدت نفسي أعشق هذا الفن، وبدأت أتابع كل ما هو جديد عن عالم التصوير عبر الإنترنت وذلك لتطوير هوايتي، وانتسبت للعديد من الورش والمسابقات الخاصة، وتعلمت أساليب وطريقة ممارسة التصوير الضوئي بشكل ممتاز، إلى أن أهداني والدي كاميرا من نوع متقدم وصار صقل الموهبة أفضل وأقوى، وأصبحت صور عدستي جزءاً لا يتجزأ من يومي المعتاد وملاذي الأول والأخير في وقت فراغي. أي مجالات التصوير ترى نفسك فيها؟- مجالان، أولهما تصوير الوجوه، وثانيهما توثيق العروض المسرحية، وما يميزهما أنهما يستطيعان عكس المشاعر والألوان، وما يظهرانه من رمزية وعاطفية في اللقطة، التي تشعرك بأن وراء الكاميرا عيناً ترى وعقلاً يفكر وينتقي.أي نوع من المشاهد تميل لها عدستك؟- التقاط صور الناس، خاصة العفوية لوجوه كبار السن والأطفال، لأنها تعبر عن تفاصيل حالات الفرح أو الحزن، وكذلك أجد المتعة في التقاط المناظر الطبيعية وصور الخيول والحيوانات وجمال الجبال ومنظر غروب الشمس وشروقها عند البحر. ماذا تمثل لك الصورة؟- أعتبرها اللسان الصامت والحياة الهادئة لأنها إحساس وإبداع عما في وجدان المصور، كما أنها تعد توثيقاً وجزءاً من الذكريات.هل أفادتك هذه الهواية في تخصصك الجامعي؟- نعم، أدرس مجال الإعلام وهواية التصوير ركن أساسي في هذه المهنة.كيف ترى مدينة دبا الفجيرة من خلال عدستك؟- دبا الفجيرة تمتلك طبيعة ساحرة، تجمع ما بين الجبال والبحر في عدة مناظر خلابة، و كان لها الدور الكبير في تنمية هوايتي للتصوير، ونحاجي للوصول إلى درجة الاحتراف والإبداع، كما أن حبي للمنطقة ووجودي فيها كان لهما الأثر الكبير في استمراري بهذا المجال.ما أهمية التصوير من وجهة نظرك؟- من خلاله نرى الشريط الزمني ونقارن بين اليوم والأمس، ونتعلم ونطور لنصل إلى مستقبل أفضل، وكل صورة تنقل فكرة معينة وهي أبلغ من ألف كلمة، ودائماً أترك المجال مفتوحاً لمخيلة المشاهد وأستمتع بآرائهم عن صوري قبل البدء بشرح فكرتي خلفها، خاصة لقطات المناظر الطبيعية. وما هي الصورة الأقرب لك؟- جميع الصور قريبة إلى قلبي، لأن المصور الحقيقي لا يسجل اللقطة من دون إحساس القلب بها، إلا أن صور وجوه كبار السن هي الأقرب والأعمق. } كيف تصف شعورك نحو كاميرتك الخاصة؟- رفيقتي في كل مكان، ومن يعرفني يعرف جيداً أني لا أفوت لحظة من دون تصوير، ومن خلال كاميرتي ألتقط صوراً تكون في أحيان كثيرة وليدة اللحظة، وأنشرها لاحقاً أو أحتفظ بها كذكرى.ما هي مميزات المصور الناجح؟ الشغف والمثابرة وأن يكون لديه القدرة على اختيار الزوايا الفنية المناسبة، مع صبر كبير لأن هواية التصوير تحتاج إلى انتظار طويل للوصول للقطة المتميزة، كما أشدد على ضرورة أن يتمتع المصور بالثقافة العامة لأنها تؤثر في أعماله وتساهم بتكوين شخصية خاصة به.وهل للأسرة دور في تنمية موهبتك؟- بالطبع لوالدي ووالدتي دور مهم في ممارستي جميع الأنشطة المتعلقة بالتصوير، ووالدتي تعشق هذا المجال ولم تبخل علي بالوقت أو التعليم، ووالدي كان يسهل لي كل الطرق والظروف لكي أمارس هوايتي على أكمل وجه.ما مدى طموحك في التصوير الفوتوجرافي؟- إثبات وجودي بجمال لقطاتي، وإظهار جماليات مدينة دبا الفجيرة الطبيعية، كما أطمح إلى المشاركة في العديد من المعارض والمسابقات الخاصة بالتصوير والتي تقام على مستوى الدولة. هل تمارس هوايات أخرى؟- أنحدر من أسرة لها حس فني خصوصاً في التمثيل والتصوير، وانعكس ذلك على هواياتي سواء في الكتابة التي أعبر من خلالها عمّا يدور في خيالي، وأهوى التمثيل على المسرح ولي فيه عدة تجارب.
مشاركة :