يُضحك الآخرين وهو حزين

  • 7/25/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شيماء المرزوقيمن المؤكد أنه سبق وجلس أي منا بجانب شخص حديثه الدائم وكلماته المستمرة تملؤها سوداوية وحزن، ورغم أن الحزن والكآبة ماثلة في حياتنا ولا فكاك منها، إلا أن البعض فعلاً يعانون حالة من السوداوية بشكل مفرط، للدرجة التي يفسرون فيها كل ما هو إيجابي لعكسه تماماً، وكل ما يدعو للفرح والحبور للحزن والنفور، ولو أن مشكلة هذا السلوك تعتبر ذاتية لهان الأمر، لكن لها تداعيات وسلبيات على من يجاورهم أو يتعاطى ويتعامل معهم بشكل يومي، مثلاً في بيئة العمل، أو بشكل مستمر داخل الأسرة، ولكم أن تتخيلوا الزوج أو الزوجة كئيبة وتنظر لكل ما في الحياة بسوداوية، ما الذي سيحدث من الشريك الآخر؟ حتماً ستنهار حياتهم الزوجية.لكن الموضوع ليس بهذه السهولة أو البساطة، بمعنى ليست السوداوية تحدث بشكل فردي أو محدود بل إنها منتشرة بشكل كبير وعلى نطاق واسع، حيث قرأت قبل فترة من الزمن أن منظمة الصحة العالمية، قالت إن مرض السوداوية، إذا استمرت معدلات تزايده، سيصبح ثاني أوسع مرض انتشاراً بعد مرض الأوردة الدموية، ولم أتمكن من التأكد من صحة هذه المعلومة، ولكن جملة من الأطباء اعتبروا السوداوية والكآبة وباء، ودون شك أن هذا التزايد في أعداد المصابين يعود لطبيعة الحياة العصرية الحديثة والضغوط المتزايدة على الأفراد، أمام ضغط المادة وشح الموارد، يقول طبيب الأمراض العقلية الدكتور ج. سيتار، عن الشخص الذي يعاني السوداوية: «كل شيء بالنسبة له هو موضع حزن، يعظم من شأن الأحزان الأليمة ويتصورها في أحلك أيامها حتى الأحداث السارة بحبكته المرضية يضفي عليها طابعاً مأساوياً فضيعاً، ويمتد بتشاؤمه إلى كل شيء بشكل غير منطقي ولا مدروس».إن من يعانون هذا المرض أو هذه الحالة، يحتاجون للنصيحة بالتوجه للعلاج، حتى لا تزيد حالتهم تدهوراً.. في أحد مؤلفاته أورد المفكر والسياسي الراحل علي عزت بيغوفيتش، قصة قصيرة ذات مضمون بليغ ومعنى كبير حيث قال: «في الوقت الذي اهتزت فيه نابولي من الضحك لعروض الممثل الكوميدي كارلينا، جاء رجل إلى طبيب مشهور في تلك المدينة للسؤال عن دواء للسوداوية المفرطة، والتي أساءت إلى صحته، فنصحه الطبيب بالبحث عن تسلية، والذهاب إلى عروض كارلينا، فأجابه المريض: أنا كارلينا». Shaima.author@hotmail.comWww.shaimaalmarzooqi.com

مشاركة :