بينما يواصل النظام السوري خرقه اتفاقية الهدنة الوليدة بينه وبين قوات المعارضة في الغوطة الشرقية، ضاربا بالاتفاقيات الدولية عرض الحائط، أكد نشطاء ومحللون إستراتيجيون أن نظام الأسد بات يخطط للوصول إلى ما أشبه بالترسيم النهائي للمناطق الشمالية بدعم من ميليشيات قوات سورية الديمقراطية التي تشن تركيا حربا ضروسا عليها، وتعدّها امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في سورية. وبحسب مصادر من المعارضة، فقد أنشأ النظام اتفاقية مبطنة مع الميليشيات الكردية، تمتد من المنطقة في مدينة حلب ومرورا بريف الرقة الجنوبي، ووصولا إلى مدينة دير الزور الحدودية مع العراق، وهي تحركات تعكس مدى رغبة النظام وإيران في السيطرة على المناطق الحدودية خاصة مع تركيا والعراق، بعد انحسار نفوذه على الساحل السوري دون غيره. ويرى مراقبون أن مثل هذه التحركات ربما تعجّل بتصادم كل من طهران وأنقرة في الشمال السوري، باعتبار أن تركيا ترى في هذه المنطقة امتدادا لأمنها القومي الإستراتيجي، وتسعى إلى دعم الفصائل السورية المسلحة للسطيرة عليها، ودحر نفوذ الميليشيات الكردية. مصير مجهول تواجه مدينة الرقة السورية التي تسيطر عليها عناصر تنظيم داعش المتشدد من سنوات مستقبلا غامضا، إذ تشير التحركات الميدانية إلى أن الميليشيات الكردية تسعى إلى الاستحواذ عليها بعد دحر الدواعش منها من جهة، وأطماع إيران والأسد في جعلها ممرا إستراتيجيا بين الحدود الدولية المشتركة، فضلا عن القلق التركي من النفوذ الكردي المتزايد، ومصير المدنيين المتمركزين فيها. وكانت مصادر محلية أكدت أن قوات النظام سيطرت على مساحات واسحة من ريف الرقة خلال الفترة الماضية، وهو ما يعني وجود اتفاقيات متبادلة بين ميليشيات النظام والأكراد، فيما أوردت مصادر أخرى وجود حملة اعتقالات لأهالي دير الزور من ميليشيات موالية للأسد. أهمية المدينة فيما يسعى النظام والميليشيات الإيرانية إلى السيطرة على مدينة دير الزور، تكمن أهمية هذه المدينة باعتبار أنها حلقة وصل بين الحدود العراقية والسورية، وهي بقعة إستراتيجية تفتح شهية المخططات الإيرانية لمد جسور برية واصلة بين العراق وسورية ولبنان، كما ترى مصادر المعارضة أن منطقة البادية بريف دمشق، تمثل أهمية كبرى للنظام من أجل السيطرة على المعابر المؤدية إلى الحدود الأردنية، في وقت دخلت مناطق جنوب غرب البلاد حيز التنفيذ لاتفاق الهدنة الأميركية الروسية الأردنية.
مشاركة :