عمر خورشيد.. دموع في عيون «العرافة»

  • 7/25/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – خالد بطراوي | كم من مواقف تشهدها الأعمال السينمائية، خلال وبعد تصويرها، تظل عالقة في وجدان أبطالها لما لها من ذكريات، ربما لا يعرف المشاهد الكثير عنها، الصورة تبقى دليلا حيا على الموقف.. نقدمها مع قصة الحدث ليخرج في «حكاية زمان يا فن». جمع الوسامة والجاذبية من أطرافهما، ولعبت المصادفة دورا كبيرا في تقديم وجه العازف عمر خورشيد للجمهور على شاشة السينما، لكن رحلته مع الفن والحياة كانت قصيرة، ونهايته مأساوية، لكن أبرز ما تميز به أنه كان فريدا في كل شيء، في الوسامة، في حب الناس له، في نجاحه الذي حققه بسرعة، في العلاقات التي ربطت بينه وبين قمم المجتمع في عصره، ثم في نهايته المؤلمة، بعد عمر فني قصير لم يزد على عشر سنوات. في كل الأحوال شغل الفنان عمر خورشيد العالم العربي حيا وميتا.. أنشغل العالم العربي بعمر خورشيد صاحب الأصابع الذهبية، الذي من بعده أصبح الجيتار غريبا ضائعا حائرا.. تحيط به خيوط العنكبوت ويطفئ بريقه الصدأ، ويغرق أوتاره الصمت المميت. كان عازف الجيتار عمر خورشيد، أو شاعر الجيتار، كما كانوا يطلقون عليه في دنيا الغناء، أول من التف حوله عشرات من الحسان الجميلات اللاتي يعشقن الرقصات المجنونة مثل «الجيرك»، وغيرها من الرقصات التي كانت ترد من أوروبا، كما استطاع ايضا أن ينضم بآلته الغربية إلى التخت الشرقي، بعد أن طوع الجيتار لنغمات الموسيقى الشرقية، وفوجئ الجمهور به عام 1971 يشترك بالجيتار مع الفرقة الموسيقية، التي كانت تصاحب أم كلثوم، واستطاع عمر خورشيد في سنوات قليلة أن يثبت أقدامه كعازف جيتار بارع ومؤلف موسيقى تصويرية لامع، لكن حياته كانت قصيرة مرت كلمحة سريعة، ففي فجر يوم الجمعه 29 مايو عام 1981، وفي أثناء عودته مع زوجته خبيرة التجميل «دينا» من حفل عشاء على مشارف مدينة الإسكندرية وقع لسيارته حادث مروع، أدى إلى مصرعه أمام عجلة القيادة بجوار كازينو «منظر الهرم» عند تقاطع طريق مصر ــ اسكندرية الصحراوي، تماما كما تنبأت له العرافة في الفيلم، الذي كان يحمل الاسم نفسه، لقي الفنان عمر خورشيد مصرعه.. ويشاء القدر أن يموت عمر خورشيد في الوقت الذي تعرض له شاشات السينما التي حقق فيها نجوميته، بعد ان اختطفته بسبب وسامته في فيلمين في وقت واحد، هما «العرافة» مع مديحة كامل، حيث يموت البطل ضابط الشرطة عمر خورشيد في نهايته، بينما تلاحقه الحوادث في الفيلم الآخر «دموع في ليلة الزفاف» مع فريد شوقي وبوسي، وكأن كاتبي السيناريو للفيلمين كانا يتنبأن بموت عمر خورشيد بهذا الشكل المأساوي.

مشاركة :