تجريم وتغريم حميد المهداوي أصدرت المحكمة الابتدائية بمدينة الحسيمة شمال المغرب حكما بالسجن لمدة ثلاثة أشهر نافذة وغرامة مالية بقيمة عشرين ألف درهم، حوالى 1800 يورو، في حق الصحفي ومدير موقع “بديل أنفو” الإلكتروني حميد المهداوي، المعروف بمواقفه المساندة لحراك الريف. المحكمة شددت على توجيه تهمة “تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في مكان عمومي” إلى المهداوي. واعتقل حميد المهداوي أثناء تغطيته لمظاهرة في 20 يوليو-تموز في الحسيمة في إطار الحراك المشتعل في المدينة ومنطقة الريف في شمال المغرب منذ أكثر من ثمانية أشهر بعد مقتل بائع السمك محسن فكري سحقا في شاحنة للقمامة مع أسماكه التي صادرتها قوات الأمن بحجة عدم قانونيتها. المهداوي ينفي التهم الموجهة إليه وتحولت الاحتجاجات على مقتل محسن فكري إلى مطالب اجتماعية واقتصادية وتحولت المطالب إلى إطلاق سراح معتقلين سياسيين بعد اعتقال عشرات المحتجين والنشطاء. ونفى المهداوي الاتهامات التي وجهتها إليه المحكمة، وقال إنه كان في المظاهرة ، التي منعتها السلطات وفرقت المتظاهرين فيها بالغازات المسيلة للدموع، من أجل التغطية الصحفية لصالح موقعه. وأشار بيان النيابة العامة بعيد اعتقال حميد المهداوي إلى أنّه تمّ اشعارها من طرف مصالح الشرطة القضائية بواقعة قيام المسمى حميد المهداوي بإلقاء كلمة بساحة محمد السادس وسط مجموعة من الناس يحرضهم من خلالها على الخروج للتظاهر رغم صدور قرار حظر التظاهر من طرف السلطات المختصة. اعتقال المهداوي ليس في محله وفي نفس السياق نشرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بيانا كذبت فيه ادعاءات النيابة العامة وأكدت أنّ المهداوي “اعتقل من داخل سيارته وليس داخل ساحة الاحتجاج”. وقالت جمعية “الحرية الآن” المستقلة: “إنّ السبب الحقيقي وراء اعتقال الصحفي حميد المهداوي هو رغبة السلطات في الانتقام منه بسبب نشاطه وتغطيته المستمرة لحركة الاحتجاج في منطقة الريف”. من جهته قال المحامي محمد زيان: “ليس المهداوي من حرض الناس على الخروج إلى التظاهر يوم 20 يوليو-تموز، هذه مظاهرة كانت مبرمجة من قبل”. وأعتبر محمد زيان أنّ: “الحكم ليس في محله ولو افترضنا أنه قد شارك في مظاهرة سلمية فهذا من حقه. لن نتراجع عن حقنا في التظاهر السلمي”.نادية المهداوي: اعتقال حميد ليس اعتقالا للحراك وفي شريط فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي اكدت نادية المهداوي شقيقة حميد المهداوي انّ قرار المحكمة الابتدائية بالحسيمة جائر ولا أساس له. واهتبرت نادية المهداوي انّ المحاكمة التي استمرت لمدة 15 ساعة هي دليل واضح على قتامة الوضه والمسار الديمقراطي في المغرب، مشيرة إلى أنّ أنّ الحراك الشعبي سينتصر وانّ العمق هو الأساس ولا بديل عن الديمقراطية في مجتمع الرعب. وتشهد منطقة الحسيمة في الريف شمالي المغرب تظاهرات منذ مصرع بائع سمك سحقا في شاحنة نفايات نهاية تشرين الأول-أكتوبر 2016. واتخذت التظاهرات في منطقة الريف مع الوقت طابعا اجتماعيا وسياسيا للمطالبة بالتنمية في المنطقة التي يعتبر سكّانها أنها مهمشة كثيرا وهو ما جعل الحكومة المغربية تسعى إلى احتواء الاستياء، حيث اتخذت إجراءات متعلقة بتنمية اقتصاد المنطقة، وأرسلت وفودا وزارية في الأشهر الستة الأخيرة، لكنها عجزت عن تهدئة الاحتجاجات.
مشاركة :