بقلم : ولاء رضا عيطة - بريطانيا Do u really want to go back؟؟ سؤال يسألني إياه الكثيرون من حولي.. قد يكون سؤالًا عفويًا من غير السعوديين والسعوديات لفكرة ما تكونت لديهم عن وطن أحن بكل تفاصيلي إليه .. هل حقًا بعد العيش في دول أجنبية تضمن لي حقوقي وأجد فيها ما أحارب لأجله، دول تسمح بحرية العيش والاختيار وممارسة الحياة الطبيعية بعيدًا عن القيود والتقاليد، هل حقًا أريد أن أعود إلى (((السعودية ((( الأرض التي يرسم عنها الكثيرون فكرة (صحراء لا تقود فيها المرأة السيارة وفي كل بيت منها بئر بترول)، هل حقًا بعد حرية دامت ثلاث سنوات أريد العودة إلى وطني؛ حيث أعلم جيدًا أن حريتي ستكون مقيدة بقيود بناها المجتمع من نفسه بنفسه, وإن كنت ولله الحمد من أسرة لا تتقيد بتلك الأمور كثيرًا؟!. نعم تلك قيود المجتمع وليس ديني ما يمنعني من ممارسة كامل حريتي لوجود بعض التافهين الذين لا يعرفون حدودهم أو أنهم لم يجدوا من يوقفهم عند حدهم فتمادوا، وليس ديني ما يطالبني بالتقهقر ليكون الرجل أولاً، فالخير لمن يسبق إليه لا لمن حكم له المجتمع بالسلطة الأقوى.. عفوًا.. كلنا يعلم أن ديننا لم يأمر بذلك، أمهات المؤمنين كن يُعَلمْن الحديث في حدود لا تسمح أن يطمع الذي في قلبه مرض، والقلوب المريضة كثيرة، ترى هل أسمح للمرض أن يقتلني دون حتى أن أصاب بالعدوى؟، هل أسمح للتفاهات أن تلوث الهواء الذي أتنفسه ليخنقني فإما أن يُعديني أو يقتلني؟!. لست أرى العيب في مجتمعي، بل العيب في من لا يعرف العيب، فاضطر المجتمع لاختلاق قوانين لتأديبه، في من لا يعرف أن ينصب لنفسه دائرة الاحترام ليسمح لغيره بتعدي المنطقة الخاصة به. جوابي لسؤالهم جميعًا: طبعًا أرغب بالعودة.. طبعًا إن شاء الخالق لي عودة؛ لأن عودتي بإذن الله ستكون لأجل الوطن.. عودتي ستكون لأحارب عن مبدأ وعن دين بريئين من التخلف والرجعية التي انحط إليها مستوى البعض، أريد أن أعود لإحياء ما مات فينا.. أريد أن أعود وأعيش في بلد عظيم بذل الكثير لي وأعشق تربته الطاهرة التي جاء الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام إليها بدين محيي جاهلية من قبله. أريد أن أعود لأن قومًا ما هناك لا يزالوا يعتبرون المرأة عورة وزواجها أسلم وسيلة لدفنها حية، ولعلي يجب أن أتكلم قليلاً عن الحياة الزوجية؟، المعنى الذي لم يعد مفهومًا لدى الكثيرين من الجنسين، أصبحت الحياة (شختك بختك(، فليتزوج رجل وامرأة، وإن (صابت صابت وان خابت خابت)، هل من الصعب أن يستوعب الوالدان أن الحياة أكبر من مجرد (زوجتك ابنتي وقبلت)؟، هل من الصعب أن يستوعب الجنسين أن الحياة ليست لعبًا وتبادل هدايا او تحديًا وفرد عضلات؟، الحياة شراكة وشركة ومشاركة، ليس لتريني عضلات فأخضع ولا لأريك أنوثة فتطمع، إسلامنا يحتوي كل التعاليم التي تروض النفوس البشرية وترقى بها عن مستوى البهيمية الأعوج المتكسر، الحياة لتُشَارَك وليس لتُقَسم بين اثنين ولتصبح (لك مهامك ولي مهامي) باستثناء المهام الفطرية والقدرات الجسدية التي وهبها الله سبحانه لكلا الجنسين. نعم أريد أن أعود لأُعِينَ وطني وشباب وطني لنتغير للأفضل، أريد أن أعود لأرى عقولًا تفتحت وبذورًا أصبحت أشجارًا نافعة يافعة تنبت ثمرًا صالحًا ينفعني وينفع من أحب، أريد أن أعود لأشارك في ري تلك البذور؛ لأزرعها وأسقيها وأرعاها وأدعو خالق الكون بقدرته أن ينبتها نباتًا حسنًا، أريد أن أعود لأصنع لنفسي ولوطني مستقبلاً أفضل وأجمل وبدلًا من يسألني الناس هل حقًا تريدين العودة؟ يسألون ما الذي دهاك لتتركي بلدك وتأتي إلى هنا؟، اللهم اجعل لنا عودة كريمة موفقة وبلغنا أن ننهض بديننا ووطننا وأمتنا ونعيد مجدنا.
مشاركة :