اتفق الزعيمان الليبيان المتنافسان فايز السراج وخليفة حفتر على وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، باستثناء الحرب ضد الجماعات الارهابية، وفقا لإعلان مشترك، عقب محادثات توسط فيها الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون.كما اتفق فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة والمشير خليفة حفتر المعين من قِبل مجلس النواب، بشرق البلاد، قائدا لـ"الجيش الوطني الليبي" على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في اقرب وقت ممكن.وتوسط الرئيس الفرنسي في المحادثات بين الجانبين والتي أجريت في قصر تابع لوزارة الخارجية خارج باريس، كما شارك في المحادثات مبعوث الامم المتحدة الجديد إلى ليبيا غسان سلامة.وأشاد ماكرون باتفاق وقف اطلاق النار الذى قال إنه "ضرورى" لتحقيق تقدم سياسى فى الدولة الواقعة فى شمال افريقيا، والتي غرقت فى حالة من الفوضى منذ ثورة عام 2011 التى اطاحت بالديكتاتور معمر القذافى.وحذر المحلل ماتيا توالدو من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية من أن قرار وقف إطلاق النار في اعلان "حفتر والسراج "لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد" نظرا لأن رئيس الوزراء لا يسيطر على القوات المعارضة لحفتر.وقال تودالدو لوكالة الأنبا الألمانية إن "الكرة في نهاية المطاف في ملعب المبعوث الجديد للامم المتحدة".وتابع توالدو أن "المفتاح ليس اتفاقا بين حفتر والسراج ولكن اتفاقا بين حفتر والمدن الكبرى في غرب ليبيا" التي تدعم حاليا السراج بما في ذلك العاصمة طرابلس والقوة العسكرية في مصراتة.كما قدم الاجتماع اعترافا دوليا لم يسبق له مثيل لحفتر، الذي كان بدعم من مصر والخليج في الواقع أقوى معارض للاتفاق السياسي الذي تم بوساطة الأمم المتحدة وجلب حكومة السراج إلى طرابلس في آذار/مارس .2016 ووصف ماكرون الرجل العسكرى الذى يدعمه البرلمان الليبى المنتخب بأنه "شرعية عسكرية" بينما يتمتع السراج "بالشرعية السياسية".ولكن الرئيس الفرنسى أكد أن الاعلان المشترك يتضمن اشتراطات لدمج مقاتلى الميليشيات فى جيش نظامى.وقال مسؤول فرنسي في المحادثات إن حفتر "قال إنه مستعد للدخول في عملية الانتقال السياسي".كما اتفق حفتر والسراج على العمل من أجل مكافحة تهريب الأشخاص والهجرة غير الشرعية، التي جعلت ليبيا نقطة الانطلاق الرئيسية لعبور البحرالمتوسط والتي جعلت الصراع فيها يحتل صدارة جدول أعمال الدول الأوروبية.
مشاركة :