فيما أعلنت السلطات الإسرائيلة، أمس، إزالة البوابات الإلكترونية من محيط المسجد الأقصى، أثارت تل أبيب مجدداً مخاوف الفلسطينين من وجود أشغال قد تكون بهدف وضع تجهيزات ذكية أخرى لمراقبة المكان، ما دفع «الأوقاف الإسلامية» إلى تحذيرالمصلين من مغبة الدخول إلى الحرم القدسي «إلى حين تقييم للوضع».وما إن أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحكومة الأمنية المصغرة وافقت على «توصية كل الأجهزة الأمنية باستبدال اجراءات التفتيش بواسطة أجهزة كشف المعادن بإجراءات أمنية تستند إلى تكنولوجيات متطورة ووسائل أخرى»، تجمع مئات الفلسطينيين قرب أحد مداخل الحرم القدسي للاحتفال، وقام أحد المحتفلين بإشعال ألعاب نارية، ما دفع القوات الإسرائيلية الى تفريق التظاهرة بواسطة القنابل الصوتية.وتنفيذاً لقرار الحكومة، أزالت السلطات الإسرائيلية البوابات الإلكترونية من محيط الحرم القدسي، مؤكدة أنها لن تستخدمها مجدداً، فيما لم تتضح تفاصيل التقنيات المتطورة التي ستستخدمها، إلا أن الشكوك لا تزال تساور الفلسطينيين مع قيام السلطات بأشغال في المحيط قد تكون بهدف وضع تجهيزات ذكية أخرى.من جهته، قال الشيخ رائد دعنا، من «الأوقاف الإسلامية» التي تدير الحرم، «رأيت أن البوابات الالكترونية زالت، والكاميرات الموجودة أيضاً زالت، لكن الشيء المبهم والغريب هو أن هنالك جرافات تنبش بالأرض تقتلع بعض البلاط، وتقتلع بعض الأشجار، وكأنهم يقومون بأمر آخر كبديل عن البوابات الإلكترونية».ودعت دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المصلين إلى عدم دخول المسجد الأقصى إلى حين قيام لجنة تابعة لها بتقييم الوضع.وقال ناطق باسم الأوقاف، في بيان، «لا دخول إلى المسجد الاقصى المبارك الا بعد تقييم لجنة فنية من إدارة الاوقاف وإرجاع الوضع كما كان عليه قبل 14 الشهر الجاري».وجاء القرار الإسرائيلي بُعيد ساعات من اتصالين هاتفيين أجراهما نتنياهو مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشكره، ومع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الذي حض تل أبيب على إلغاء الإجراءات الأمنية الأخيرة في الحرم القدسي.كما جاء القرار في أعقاب زيارة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام جيسون غرينبلات، إسرائيل لإجراء محادثات في شأن الأزمة، قبل أن ينتقل إلى عمان أمس حيث التقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.في غضون ذلك (وكالات)، اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعادة الامور الى ما كانت عليه في المسجد الاقصى والقدس الشرقية المحتلة لاستئناف «العلاقات الثنائية» مع اسرائيل، التي اعلن عن تجميدها مساء الجمعة الفائت.وقال عباس في اجتماع للقيادة الفلسطينية بمقر الرئاسة في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة «ما لم تعد الامور الى ما كانت عليه قبل 14 يوليو (الجاري)، لن تكون هناك اي تغييرات»، في إشارة الى الاجراءات الاسرائيلية عند مداخل «الأقصى».وفي نيويورك، أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف عن خشيته من أن يتحول التوتر في القدس إلى صراع ديني.وقال، في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في القدس أمس، إن «نصف قرن من الاحتلال الإسرائيلي تسبب بأضرار... وخلف آلاف الضحايا»، مشددا على ضرورة عودة الأوضاع في القدس إلى ما كانت عليه تاريخياً.وأكد أن «الفلسطينيين قلقون على هويتهم الدينية وهم يشعرون بالعزلة والتهديد»، مطالبا إسرائيل كسلطة احتلال أن تحترم التزاماتها الدولية وتتجنب العنف والتوتر.من ناحية أخرى، حض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسلمي العالم على زيارة القدس وحمايتها.وقال، في كلمة أمام الكتلة النيابية لحزب «العدالة والتنمية»، أمس، «أريد ان أوجه نداء الى كل المواطنين ومسلمي العالم أجمع، بأن يقوم القادرون على ذلك بزيارة القدس والمسجد الأقصى... تعالوا لنحمي معاً القدس»، مؤكداً أن «شرعية دولة إسرائيل لا معنى لها إلا بقدر احترامها، لا لحقوقها الخاصة فحسب، بل حقوق فلسطين والفلسطينيين».وفي الأردن، شارك الآلاف، أمس، في تشييع جثمان أحد قتيلي حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان، وسط هتافات «الموت لإسرائيل»، فيما انتشرت قوات الدرك ومكافحة الشغب بكثافة في محيط السفارة تحسباً لتظاهرات غاضبة، بعد السماح لطاقم السفارة بمن فيهم الحارس (قاتل الأردنيَيْن) بمغادرة المملكة إلى إسرائيل.وفي حين ذكرت مصادر أردنية أن عدداً من نواب البرلمان انسحبوا من جلسة أمس، احتجاجاً على تعامل الحكومة مع الأزمة وأن هناك صفقة تضمنت مغادرة طاقم السفارة مقابل إزالة البوابات والكاميرات من محيط «الأقصى»، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن «لا صفقات ولا تفاوض على حقوق الأردنيين، وسنضمن الوصول الى حقيقة ما جرى ضمن وسائل العدالة».وقال الصفدي، في مؤتمر صحافي مخصص لحادثة السفارة، إن الحكومة «التزمت بالقوانين الدولية وسلمت الديبلوماسي الإسرائيلي»، لافتاً إلى أنها كانت رفضت السماح للحارس بمغادرة عمان قبل الاستماع لأقواله في القضية.وكان مصدر حكومي أردني أفاد أن عمّان سمحت للحارس الإسرائيلي بالمغادرة بعد استجوابه والتوصل مع حكومته إلى «تفاهمات حول الأقصى».بدوره، نفى نتنياهو وجود صفقة بين تل أبيب وعمان، والتقى السفيرة الإسرائيلية لدى الأردن عينات شلاين مع رجل الأمن القاتل زيف، عقب وصولهما من عمان.
مشاركة :