قال مدير «مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية»، محمود راشد السويدي، إن «منطقة مليحة بشكل عام، ومشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، ومركز مليحة للآثار بشكل خاص، توفر مدخلاً إلى العصور القديمة، لما تحتويه المنطقة من معروضات تفاعلية، وتحف تاريخية تأخذ زوارها في رحلة زمنية لرؤية مراحل ولادة الحضارة في الدولة والمنطقة قبل آلاف السنين، وتمنحهم فرصة الاطلاع على طبيعة حياة أسلافنا وصراع البقاء على مر الزمن». وأضاف: «تعدّ الوجهة مزيجاً نادراً بين عناصر الأصالة والحداثة، إذ يعدّ عاملا الترفيه والإثارة جزءاً لا يتجزأ من تجربة استكشاف (مليحة) وصحرائها. فإذا كنتم من عشاق الرياضات الصحراوية، ستمنحكم (مليحة) إحدى أكثر التجارب إثارة في حياتكم وسط أحضان كثبانها الرملية الذهبية، وللاستراحة والاسترخاء، إذ يوفر مركز مليحة للآثار مكاناً مثالياً لذلك. كما أن اختلاف تضاريسها يعدّ عنصراً جاذباً لها.. فصحراؤها تحتضن سلسلة جبلية ساحرة، ومخلوقات فريدة من نوعها، وهذا ما يجعل من زيارتها تجربة لا تُنسى». وأشار إلى أن «من أبرز الخدمات التي يقدمها مركز مليحة للآثار، توفير جولات سياحية تحت إشراف مرشدين متخصصين يرافقون الزوار طوال رحلاتهم، لضمان تقديم معلومات حول الوجهة وكنوزها». أسرار الحياة تكيّف تنبض «مليحة» بالحياة بجميع الأشكال والأحجام، فالكائنات الحية بمختلف أصنافها، كالثدييات والزواحف والحشرات النادرة والنباتات الصحراوية وغيرها، أثبتت قدرة فريدة على التكيّف مع البيئة الصحراوية القاسية، ونجحت في التأقلم على مر آلاف السنين. قبل بضعة عقود، لم تكن منطقة مليحة معروفة سوى أنها قرية صغيرة تقع على بعد 20 كيلومتراً تقريباً جنوب منطقة الذيد، و50 كيلومتراً تقريباً شرق مدينة الشارقة، وبعد أكثر من 30 عاماً من التنقيب الدقيق والدراسة المكثفة، بدأت تكتشف جوانب تاريخية عن أسرار الحياة التي عاشها سكان هذه المنطقة في الماضي البعيد، التي تمتد جذورها تاريخياً إلى العصر الحجري القديم. ولعبت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الدور الرئيس في تطوير مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، وعملت مع فريق من الخبراء العالميين، في سبيل اكتشاف الكنوز الخالدة التي يحتضنها الموقع، سواءً الطبيعية منها أو البشرية، من خلال جهد متكامل يُعنى بمختلف الجوانب المتعلقة بهذه المنطقة الفريدة. نظرة شاملة تعدّ «مليحة» موطناً لنباتات متنوعة، مثل: زهرة «أكاسيا تورتيليس»، أو «أكاسيا الشجرة المظلة»، وزهرة الربيع العربية الجميلة، أو نبتة «الفشار»، مع اسمها العلمي (بسيودوجيلونيا هيمنوستيفانا)، التي تضم زهوراً بيضاء صغيرة بوقية الشكل تعتلي كؤوساً وردية مخملية، تنمو وتكبر لتحملها الرياح مع البذور العالقة بها بعد أن تكتمل دورة حياتها، لتنمو في مكان جديد في ربوع صحراء الإمارات. أما حيوانات مليحة المتنوعة، فتعطي نظرة شاملة عن واقع الحياة البرية في دولة الإمارات، فالنمل والنحل وخنافس الجوهرة وذباب الحصان و«مانتيس فيري»، وغيرها من أنواع الحشرات تعيش في انسجام مع الجمال والحمير البرية والغزلان الصحراوية والثعالب العربية الحمراء، التي يندر ظهورها أمام الأعين، كونها كائنات خجولة تفضّل الاختباء والخصوصية في بيئتها الطبيعية. وتُفضي زيارة منطقة مليحة حالياً إلى مجموعة من الأنشطة التي تتخللها مغامرات عنوانها الاكتشاف، فهي موطن لأكبر مواقع الدفن الأثرية في دولة الإمارات، وتحتوي على ملاجئ للبشر الأوائل الذين سكنوا المنطقة، إضافة إلى بقايا من مدينة مليحة التاريخية القديمة وحصن مليحة. كما أنها تحتضن كنوزاً أثرية تكشف للزائر طبيعة الحياة اليومية لأهل المنطقة آنذاك.
مشاركة :