أظهر تحليل أجرته «رويترز» لبيانات منظمة الصحة العالمية، أنّ عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن سيصل إلى 400 ألف حالة خلال ساعات، إلّا أنّ المؤشرات تدل على أنّ وتيرة انتشار الوباء تتباطأ. ويشير انخفاض كبير على مدار الشهر الأخير في عدد حالات الوفاة كل يوم بين المصابين بالمرض، من حوالي 30 إلى أقل من عشرة، إلى نجاح استراتيجية منظمة الصحة العالمية التي تقوم على إنشاء شبكة من النقاط لتقديم العلاج المبكر لحالات الجفاف. وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيترو مورر خلال زيارة لمحافظة تعز أمس: «نحن نواجه دائرة مفرغة حيث تدمر الحرب شبكة توزيع المياه وتصبح المياه غير متوفّرة أو تتلوث ويصيب الناس أنفسهم بالعدوى». ونقل بيان من اللجنة عنه قوله: «لمجاراة الأزمة نحتاج إلى تغيير جذري في مواقف الطرفين المتحاربين وسلوكهما». وأوضح أحدث تقرير من منظمة الصحة العالمية عن الأوضاع، أنّ عدد اليمنيين الذين انتقلت إليهم عدوى المرض المسبب للإسهال بلغ 396086 شخصاً بحلول يوم 24 يوليو أي حوالي واحد من كل 50 شخصاً من السكان. وبلغ عدد حالات الوفاة 1869 حالة. وتقول منظمة الصحة العالمية إن عدد الإصابات الجديدة كل يوم يتراوح بين 5000 و6000 حالة غير أن منحنى الوباء يوضح أنه بلغ ذروته قبل نحو ثلاثة أسابيع. وفيما توقّعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وصول عدد المصابين بالعدوى إلى 600 ألف بنهاية العام الجاري، دفع وباء الكوليرا الأمم المتحدة إلى تعديل تقييمها للاحتياجات الإنسانية إذ تقدر الآن أنّ 20.7 مليون يمني يحتاجون للمساعدات ارتفاعاً من 18.8 مليون في التقدير السابق. وأرجأت المنظّمة العالمية حملة تحصين في اليمن حتى العام 2018، على الرغم من إقرارها بأنّ تفشي الوباء في اليمن هو الأكبر من نوعه في بلد واحد خلال عام. وقال بيان أصدرته المنظمة: «تقرر إرجاء حملة تحصين من الكوليرا مقررة لشهر يوليو 2017 بناء على طلب السلطات الصحية، وذلك لصالح حملة وقائية أكبر كثيراً العام المقبل تستهدف ملايين اليمنيين المعرضين لخطر الإصابة بالمرض».
مشاركة :