أظهرت بيانات لمنظمة الصحة العالمية، أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن اقترب من 400 ألف حالة أمس، غير أن المؤشرات تدل على أن وتيرة انتشار الوباء تتباطأ. وأفادت وكالة «رويترز» في تقرير لها بأن انخفاض عدد حالات الوفاة اليومية بين المصابين بالمرض، من نحو 30 إلى أقل من عشرة على مدار الشهر الماضي، يعكس نجاح استراتيجية منظمة الصحة العالمية التي تقوم على إنشاء شبكة من النقاط لتقديم العلاج المبكر لحالات الجفاف.ويمكن لمرض الكوليرا الذي ينتشر من خلال تناول الطعام والمياه الملوثة أن يقتل المريض خلال ساعات إذا لم يتم علاجه. وقالت: «رويترز» إن أرقام الوفيات تشير إلى نجاة 99.5 في المائة من المرضى الآن في اليمن، حيث يدور نزاع مسلح مع انهيار الاقتصاد الأمر الذي دفع بالملايين إلى شفا الموت جوعا.وقال بيترو مورر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال زيارة لمحافظة تعز، أمس «نحن نواجه دائرة مفرغة، حيث تدمر الحرب شبكة توزيع المياه وتصبح المياه غير متوفرة أو تتلوث ويصيب الناس أنفسهم بالعدوى». ونقل بيان من اللجنة عنه قوله «لمجاراة الأزمة نحتاج إلى تغيير جذري في مواقف الطرفين المتحاربين وسلوكهما».وأوضح أحدث تقرير من منظمة الصحة العالمية عن الوضع أن عدد اليمنيين الذين انتقلت إليهم عدوى المرض المسبب للإسهال بلغ 396 ألف شخص بحلول يوم أمس، أي نحو واحد من كل 50 فردا من السكان. وبلغ عدد حالات الوفاة 1869 حالة. وتقول منظمة الصحة العالمية: إن عدد الإصابات الجديدة كل يوم يتراوح بين 5000 و6000 حالة، غير أن منحنى الوباء يوضح أنه بلغ ذروته قبل نحو ثلاثة أسابيع. وفي مثل هذه الأوبئة يظهر في العادة عدد من الإصابات بعد الذروة يماثل عدد المصابين قبلها، كما أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تنبأت بأن عدد المصابين بالعدوى سيصل إلى 600 ألف بنهاية العام.ودفع وباء الكوليرا الأمم المتحدة إلى تعديل تقييمها للاحتياجات الإنسانية، وهي تقدر الآن أن 20.7 مليون يمني يحتاجون للمساعدات ارتفاعا من 18.8 مليون في التقدير السابق.وينتشر مرض الكوليرا أيضا في الصومال وكينيا والكونغو ونيجيريا وتنزانيا وجنوب السودان، حيث تتأهب منظمة الصحة العالمية لبدء حملة تحصين من خلال توزيع 500 ألف جرعة عن طريق الفم. وقالت المنظمة إنه رغم تفشي الوباء في اليمن، وهو الأكبر من نوعه في بلد واحد خلال عام، فقد أرجأت حملة تحصين حتى عام 2018. وقال بيان أصدرته المنظمة: «تقرر إرجاء حملة تحصين من الكوليرا مقررة لشهر يوليو (تموز) 2017 بناء على طلب السلطات الصحية، وذلك لصالح حملة وقائية أكبر كثيرا العام المقبل تستهدف ملايين اليمنيين المعرضين لخطر الإصابة بالمرض».
مشاركة :