رمضان والذكريات - فالح الشراخ

  • 7/6/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

جمال الماضي وذكرياته التي تبقت من الزمن الجميل وغالبا ماتكون مرحلة الشباب والطفولة هي المرحلة صاحبة الحنين والجمال والحنين إليها يخالج النفس عندما نحس بقسوة الحاضر عندها نمد النظر نحو افق الجهات الأربع نبحث عن البساطة والطيبة وصفاء الروح في زوايا الأمكنة المعتمة لقد مر زمن طويل على الماضي الجميل نجده في الأجداد في ذكريات بيوت الطين في الشوارع الضيقة في المزارع المجاورة للقرية نسأل من عاش تلك الحقبة لماذا انتم حياتكم جميلة ؟ ولماذا حياتنا معقدة وصعبة ومتعبة ؟ تنامون مبكرا والبال خالٍ ، تفرحون عندما تشرق الشمس مع فرحة العصافير يمر اليوم والتالي أجمل ، كم انتم سعداء مرت الحياة ببساطة ورحل الكبار بجمالهم وروعة حياتهم، وكل مناسبة تعيد نفسها في كل عام تحمل معها حزمة من ذكريات الزمن الجميل فعندما يأتي شهر الخير والمغفرة شهر رمضان نستعيد معه ذكريات الطفولة وصيام أول يوم والاختباء في الزوايا لشرب الماء بعيدا عن أعين الكبار نتذكر دوي مدفع رمضان وفرح الصغار بسماع صوته وهو يعلن إفطار رمضان ويمر الزمن علينا نحن جيل التقنية ووسائل التواصل، كنا نتوهم بالسعادة وسط الرفاهية، كنا نتصنع السعادة ولسنا صادقين لقد تعقدنا كثيرا من الداخل وتفككنا واكتفينا برسالة او صورة للتهنئة بالشهر الكريم ورحل كل منا في طريق نبحث عما ننافس به الغير ونصبح في درجة نكون الأفضل من فلان. الذي رحل عنا للتو عاد وقد بان على وجهه الشحوب وعلامات الركض السريع خلف الثراء السريع بأي طريقة كانت. وتكبر المصيبة عندما نفشل ونبحث عن الزوايا المظلمة. نجلس بها حتى لا يشمت بنا الآخرون هذا المكان المظلم نراقب منه الآخرون ونرصد حتى نجد الفرصة للخروج بعد ان يمر الزمن القاسي. ووسط هذه الحروب النفسية نبحث عن السعادة ونبحث عن الماضي نجده بعد جملة (أول كان الناس) ثم نبدأ بذكر ذلك الجمال والصفاء في الطفولة والشباب عندما كانت الحياة بسيطة والنفوس صافية. لقد أنهكنا الركض وأمرضنا نبحث عن متكأ حول أهل الصفاء والنوايا الطيبة لا نجدهم لقد رحلوا. القادمون يركضون مثلنا من جديد وبعدها يتذكرون أننا أجمل وابسط وهكذا تسير بنا الحياة وتتداولها الأجيال التي لم يدرك البعض منهم مع الركض في جميع الاتجاهات أن السعادة في الارتباط الوثيق بالله سبحانه وتعالى والعيش على قدر ما نجد والرضاء والقناعة بما يسر لنا ونستغل مواسم الخير ومواكب المغفرة في العودة ومحاسبة النفس وتجاوز عقبات الشيطان للوصول الى التسامح والتواصل مع القريب والجار والصديق.

مشاركة :