كتاب إيطالي عن عادات إمبراطورية رومانية مقيمة في ثقافة عصرنا

  • 7/26/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

المؤرخ جورجو رافينياني يقدم في كتابه مختلف نواحي الحياة فضلاً عن معاناة الناس اليومية في شتى بقاع الإمبراطورية الرومانية الممتدة على ثلاث لقارات.العرب  [نُشر في 2017/07/26، العدد: 10703، ص(14)]عالم موغل في القدم أبوظبي- يقدّم كتاب «الحياة اليومية في نهاية العالم القديم» للمؤرخ الإيطالي جورجو رافينياني لمحة تاريخية عمّا كانت عليه الحياة في الإمبراطورية الرومانية، بشقّيها الغربي والشرقي بأسلوب مشوّق، يدخل القارئ عالماً موغلاً في القدم (من القرن الخامس إلى القرن السابع الميلاديين) حيث غيرت المسيحية طريقة التفكير التقليدية في المجتمع. هذا بالإضافة إلى الحديث عن الأباطرة والجيش الروماني والنبلاء ونظام الدولة وتأثيرها في حياة الناس، ودسائس رجالات البلاط الذين استغلوا ضعف الأباطرة فساسوا البلاد على طريقتهم، والأسرة وتربية الأبناء ودوْر المرأة، وموضوع التحول من الوثنية إلى المسيحية. ويزداد الكتاب، الصادر عن «مشروع كلمة» للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ونقله إلى العربية المترجم العراقي عدنان علي، تشويقاً في الكشف عن عالم الرهبنة المؤثر في حياة العامة، بل وفي البلاط، فبعضهم كان يعيش في الصحراء، والبعض الآخر في الصوامع، أو داخل قفص على سفح الجبل، أو على رأس عمود، ومن لم يسمع بالقديس دانيال العمودي أو سمعان العمودي. ثم تَمّ التطرق إلى الحديث عن حروب بيزنطة (روما) ضد القوط والهون والفرس، وعن إصلاحات جستنيان وقوانينه التي بقيت إلى يومنا هذا. وفي قراءة للكتاب، يتبين كيف أن الكثير من العادات والتقاليد، الدينية والاجتماعية، المعمول بها آنذاك، ظلّت قائمة إلى هذا اليوم في أوروبا. يقدّم هذا المؤلَّف المترجم من الإيطالية إلى العربية لمحة مفصّلة عن مختلف نواحي الحياة: المهن والحرف، التجنيد، الضرائب، الألعاب الأولمبية، الترفيه، فضلاً عن معاناة الناس اليومية في شتى بقاع الإمبراطورية الممتدة على القارات الثلاث؛ أوروبا، آسيا وأفريقيا، من مواجهة الفقر والمجاعة والأوبئة التي يفشل الطبّ في علاجهاً فتلجأ إلى معجزة الطبّ «البديل» من دعاء القديسين والرهبان. المؤلف جورجو رافينياني هو الأستاذ في التاريخ البيزنطي بجامعة البندقية، كلية الآداب والفلسفة، والخبير في العلاقات بين جمهورية البندقية والإمبراطورية البيزنطية من القرن العاشر إلى القرن الخامس عشر، وأمين معهد «فينيسيا والشرق». أصدر العديد من المؤلفات التاريخية منها «القلاع والحصون في القرن السادس» (1983)، و«البلاط البيزنطي» (1984)، و«جنود بيزنطة في عهد جستنيان» (1988)، و«بيزنطة والحروب الصليبية» (2011) وغيرها الكثير. أما المترجم عدنان علي، فهو أستاذ اللغة العربية من العراق، مقيم في روما، سبق أن ترجم عدة أعمال منها: «تاريخ الهجرات الدولية»، «إن عانقتك فلا تخف»، «سوسيولوجيا الجسد».

مشاركة :