روما - قال رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني الأربعاء إن الحكومة الليبية التي تتخذ من طرابلس مقرا لها طلبت من إيطاليا دعما بحريا لمكافحة تهريب البشر في المياه الإقليمية الليبية. وجاء تصريح جنتيلوني بعد لقائه مع رئيس الوزراء الليبي فائز السراج الذي يزور روما بعد يوم من اتفاقه مع قائد قوات شرق ليبيا خليفة حفتر على وقف مشروط لإطلاق النار وإمكانية إجراء انتخابات العام المقبل. وقال جنتيلوني "قبل بضعة أيام أرسل لي الرئيس السراج خطابا طلب فيه من الحكومة الإيطالية الدعم الفني من سفن البحرية الإيطالية في إطار الجهود المشتركة لمكافحة تهريب البشر". وأضاف أن الطلب، في حالة موافقة البرلمان على دعمه، "ضروري وستنفذه في المياه الليبية سفن سترسلها إيطاليا". ومن شأن التوصل إلى اتفاق بين سلطات طرابلس والحكومة الايطالية يتيح تدخل الوحدات البحرية الايطالية في المياه الإقليمية الليبية، أن يقلص بشكل كبير تدفق المهاجرين القادمين من السواحل الليبية. من جانبه قال السراج "يتعين بذل المزيد من الجهود حتى يكون خفر سواحلنا قادرين على مكافحة الهجرة غير الشرعية والعمل على امتلاك تكنولوجيا متطورة لمراقبة سواحلنا". وأضاف "آمل أن نركز على مراقبة الحدود الجنوبية (لليبيا) بما يتيح إعادة المهجرين إلى بلدانهم الأصلية". وأرسل مهربو البشر، الذين ينشطون في ليبيا في ظل إفلات من العقوبة القانونية، مئات الآلاف من المهاجرين إلى إيطاليا عبر البحر منذ بداية عام 2014. وكانت إيطاليا قد نددت في وقت سابق من الشهر الجاري بانعدام التضامن الأوروبي معها في أزمة المهاجرين رغم مواقف متعاطفة أدلت بها باريس وبرلين خلال قمة ثلاثية في تريستي (شمال شرق). وتعهد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بمزيد من الإجراءات والأموال لمساعدة ايطاليا على مواجهة الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئها، بما في ذلك الحد من التأشيرات الأوروبية الممنوحة لبنغلادش إذا لم تقبل باستعادة مهاجريها. ووعد مفوض الاتحاد الأوروبي جان- كلود يونكر في رسالة إلى رئيس الوزراء الايطالي باولو جينتيلوني بإضافة مئة مليون يورو إلى المساعدة التي تعهد بها سابقا وقدرها 800 مليون يورو. وكررت إيطاليا توجيه نداءات لمساعدتها، مطالبة شركاءها الأوروبيين بـ"مساهمات ملموسة" لاحتواء عمليات المغادرة وخصوصا بفتح موانئهم، الأمر الذي لا يزالون يرفضونه. واستقبلت ايطاليا ما يقارب 85 في المئة من المهاجرين الوافدين إلى أوروبا، معظمهم من دول جنوب الصحراء انطلاقا من ليبيا. وتمكن ما يقرب من 94.000 مهاجر حتى الآن هذا العام من العبور بأمان من ليبيا إلى ايطاليا، ما دفع بروما إلى طلب مساعدة عاجلة من شركائها الأوربيين. كما فقد أكثر من 2.370 شخص حياتهم خلال مخاطرتهم بالعبور إلى أوروبا، بحسب وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس فيها سلطتان هما حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وحكومة أخرى في الشرق تتبع لها قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
مشاركة :