أفادت منظمة الصحة العالمية في تقرير جديد لها بأن عدد الإصابات بالكوليرا تجاوزت 400 ألف حالة في اليمن، فيما بلغ عدد الوفيات 1880 حالة منذ بدء تفشي الوباء في شهر أبريل/ نيسان. وأضافت المنظمة الأممية أنها “في الفترة من 27 نيسان/ أبريل إلى 25 يوليو/ تموز سجلت 402484 حالة يشتبه في إصابتهم بالكوليرا”. وأضاف التقرير أنه تم تسجيل 1880 حالة وفاة جراء الوباء في الفترة نفسها. مع الإشارة إلى أن أكثر المحافظات تأثرا هي أمانة العاصمة والحديدة وحجة وعمران. في السياق نفسه، كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” قد أفادت في تقرير سابق أن نصف المصابين بالكوليرا في اليمن هم من الأطفال، فيما وصلت نسبة الأطفال بين الوفيات إلى الربع. وقالت المنظمة إن تفشي الوباء في اليمن، وهو الأكبر من نوعه في بلد واحد خلال عام. تحليل: تباطؤ وتيرة انتشار الكوليرا أظهر تحليل أجرته رويترز لبيانات منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن يظهر أن وتيرة انتشار الوباء تتباطأ. إذ أظهر التقرير انخفاضا كبيرا على مدار الشهر الأخير في عدد حالات الوفاة بين المصابين، من حوالي 30 حالات وفاة يوميا، إلى أقل من عشرة وفيات. وعلى مستوى الإصابات قالت منظمة الصحة العالمية إنه تم تجاوز ذروة منحى الوباء، رغم أن عدد الإصابات مايزال يتراوح بين 5000 و6000 حالة يوميا. وتشير الدراسات إلى أن 99.5 في المئة من المرضى ينجون من الموت في اليمن. الوضع المادي المتدهور للسكان يضعف قدرتهم على مواجهة المرض يضاف إلى تفشي وباء الكوليرا في اليمن تدهور الوضع الاقتصادي، فالآلاف من المصابين غير قادرين حتى على دفع تكاليف الرعاية الصحية التي يحتاجونها. في تقرير المنظمة الدولية، تم التطرق لحالة فاطمة شوي# التي يتلقى فردان من عائلتها علاج الكوليرا في مستشفى بصنعاء، أمها ذات 85 عاما وابنتها ذات 22 عاما. “لانملك المال حتى للوصول إلى المستشفى” قالت فاطمة، وأضافت: “زوجي عامل تنظيفات، لم يتلق راتبه منذ ثمانية أشهر، وهو معيلنا الوحيد”. وأكدت فاطمة أنها تخشى من انتقال العدوى إلى أفراد آخرين من عائلتها. الدكتور عادل العلماني، رئيس مركز “علاج الإسهال” في مستشفى “السبعين” في صنعاء، في بعض الأحيان، يعمل مع فريقه حتى 18 ساعة في اليوم لتلبية التدفق الكبير للمرضى. أكثر من 30 ألف عامل صحي لم يتلقوا رواتبهم منذ نحو 10 أشهر. غير أن ذلك لم يثن الكثيرين، مثل الطبيب العلماني، عن الاستمرر في عملهم لإنقاذ حياة المرضى. كيف ينتشر وباء الكوليرا؟ ويمكن لمرض الكوليرا الذي ينتشر من خلال تناول الطعام والمياه الملوثة أن يقتل المريض خلال ساعات إذا لم يتم علاجه. مامدى انتشار الكوليرا في اليمن؟ ودفع وباء الكوليرا الأمم المتحدة إلى تعديل تقييمها للاحتياجات الإنسانية وهي تقدر الآن أن 20.7 مليون يمني يحتاجون للمساعدات ارتفاعا من 18.8 مليون في التقدير السابق.