لا حدود لعطف الأم... حتى مع الابن العاق!فالأم التي استغاثت برجال الأمن، لتشكو إليهم أنها عانت الصدمة والوجع معاً، من جراء ابنها العاق الذي انهال عليها ضرباً، تراجعت أمام توسُّله الباكي في المخفر، ممتنعة عن تسجيل قضية، وبينما أخلى عناصر المخفر سبيله كانت العدالة تدخر له العقاب على طريقتها الخاصة، عندما فوجئ به الأمنيون أنفسهم - بعد ثلاث ساعات - طرفاً في قضية تصادم مروري، وتبين أنه تحت تأثير المخدر، فاقتادوه ليواجه قضية تعاطٍ!أحداث الواقعة ذات الفصول المؤلمة بدأت - وفقاً لما قاله مصدر أمني - بتلقي عمليات وزارة الداخلية بلاغاً من مواطنة استنجدت برجال الأمن لتخليصها من ابنها الذي تجرد من معاني الإنسانية، وتنكر لمكانة الأم وجحد معنى الأمومة، واعتدى عليها بالضرب المبرح والعنيف، وسرعان ما انطلق رجال الدوريات إلى مكان البلاغ، وألقوا القبض على الابن العاق، واقتادوه إلى المخفر، حيث احتجزوه في النظارة، وخلال إجراءات تسجيل القضية انهار الجاني متوسلاً إلى والدته بعينين تذرفان نهرين من الدموع، طالباً إليها العفو والسماح، فلم تجد الأم سوى الوقوف إلى جانب قلبها الذي تمزق على ابنها برغم اعتداءاته، وطلبت إلى الأمنيين الإفراج عنه، ليخرج من المخفر مخلفا وراءه عهوداً بالصلاح والسير على جادة الاستقامة.المصدر مضى يقول «إن الشاب العاق الذي ظن أنه خرج من المخفر بلا عقاب، كانت العدالة تدخر له عقوبة مبتكرة وعجائبية، كي لا يفلت بجريمته... فلم تكد تنقضي سويعات قليلة بعد الواقعة، حتى تلقت عمليات وزارة الداخلية بلاغاً من مواطن أفاد بأنه تعرض لتصادم في الطريق، وأنه ممسك بسائق السيارة المتسببة في الحادث ويبدو تحت تأثير التعاطي، وسرعان ما انطلق الأمنيون في المخفر ذاته إلى موضع البلاغ، وكم كانت دهشتهم أن السائق المتعاطي المتسبب في الحادث هو ذاته الشاب العاق الذي أطلقوا سراحه قبل قليل»، وأكمل المصدر «أن الأمنيين استغربوا عدم اتعاظ الشاب من أفعاله، لكن استغرابهم تضاعف عندما كشف التحقيق أنه عندما اعتدى على والدته كان ذلك احتجاجاً منه على عدم إعطائه المال لشراء المخدرات، وهو الأمر الذي لم يُذكر في الواقعة الأولى، ويبدو أنه تمكن بطريقة ما من الحصول على حاجته من المخدر، ليتسسب في الاصطدام، حتى يعود بقدميه إلى قبضة العدالة، حيث سجل رجال المخفر بحقه قضية اصطدام وقيادة سيارة تحت تأثير المخدر، واقتادوه ليلقى جزاءه لدى الجهة القانونية المختصة».