كيف نوقف الاعتداء على الطبيب؟ - مقالات

  • 7/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

البعض يسميها مسلسلا والبعض يصفها بالظاهرة، وسواءٌ كانت مسلسلاً أو ظاهرة، فلا بد من تقليلها وتحويلها إلى حوادث نادرة، هذا ما يجب أن نسعى إليه في قضية الاعتداء على الاطباء أو أي عامل في الجسم الطبي.ولعل أول سؤال يقفز إلى الذهن هو: لماذا نهتم بالأطباء بينما مسلسل الاعتداءات يصيب كل المهن؟ الجواب المنطقي، أن الاعتداء على الطبيب قد ينعكس على العلاقة بين المريض والطبيب، وحيث ان المرض هو أكثر ما يخشاه البشر، فبالتالي لا بد من الاهتمام بتلك العلاقة للمحافظة على صحة الإنسان التي هي أعز ما يملكه الفرد فينا.من واقع خبرتي الطويلة كطبيب، فإن الاعتداء على أعضاء الجسم الطبي له أبعاد ثلاثة، النظام الصحي، الطبيب، المريض أو المصاحبين له.فالنظام الصحي إذا أتعب المريض وجعله يدور حول نفسه أو أخّر وصوله الى الرعاية الصحية أو تم استقباله بتعالٍ أو إهمال وهو يعاني من الالم، إذا فعل النظام الصحي ذلك، فإنه سيرفع الغضب داخل المريض او من يصاحبه وقد يحدث ما لا تحمد عقباه، هذا الجزء عادة مسؤول عنه الجهاز الاداري في كل مستشفيات العالم، وهو الجزء المهم الذي يمنع أي تفاعلات سلبية للمراجع ويحقق له الرضى، إذا لم يجد المراجع حسن استقبال فإنه سيصل الى الطبيب او الممرض وقد تفاعلت داخله عناصر الغضب.إن الكثير من المرضى يفصلون بين الطبيب وبين معاناتهم السابقة، وهؤلاء هم المرضى العاقلون، أما القلة فيُحمّلون الطبيب مسؤولية ما سبق وهنا تبدأ قصة الاعتداءات.إذا كان الطبيب مدرباً على تلك الأمور، فإنه في معظم الأحيان ينجح بابتسامة وبكلمة طيبة في امتصاص تلك المشاعر السلبية التي تأججت في نفس المريض، وقد يجد صعوبة أكبر في ذلك عند أقارب المرضى الذين هم عادة أكثر عنفا من المريض.في حالات نادرة، يفشل الطبيب المتفهم في كبح غضب المريض أو من معه، ويعود ذلك إلى سوء خلق المريض او أقاربه، ومثل هؤلاء ولله الحمد قلة نادرة ويجب ان يأخذ القانون معهم مجراه من دون تنازل من الاطباء او العاملين في الصحة.إذاً لو تم الاهتمام أولاً بالنظام الاداري في المراكز الصحية والمستشفيات العامة والخاصة بحيث تصبح دورة المريض للوصول الى الرعاية الطبيةً مُيسرة، فإن المريض يصل الى الطبيب وهو مبتسم حتى ولو كان يُعاني ألماً. السؤال: كم مستشفى أو مركزا صحيا بالكويت لديه علاقات عامة مدربة ومتفهمة او على الأقل ملتزمة بالدوام؟ الجواب سيعكس، لماذا لا ننجح في حلحلة مشكلة الاعتداءات؟ وهنا علينا ان ندرك ان هذه المشكلة ليست بيد وزارة الصحة بل ان معظم مشاكلها تأتي من قوانين ديوان الموظفين ومن واسطات مجلس الامة والمتنفذين في البلد.ثانيا، كم طبيبا يَستقبل مرضاه بابتسامة، ويتفهم انزعاج المريض او أقاربه قبل الوصول اليه؟ لا شك ان تدريب الاطباء على مهارات التعامل والتخاطب أصبح ضرورة، ليس فقط من اجل التقليل من الاعتداءات بل أيضاً من أجل تحقيق نسب عالية من رضى المرضى، وهنا تقع المسؤولية على المناطق الصحية والرعاية الأولية لتوفير الدورات العملية للسادة الاطباء ولا سيما الجدد منهم من أجل خدمة افضل.ثالثا، بعد كل ما سبق من إصلاحات لا بد ان تكون هناك قلة من البشر لا يردعهم سوى القانون.إن القانون لدينا في الكويت يحتاج اولاً الى تشريعات لتغليظ العقوبة وايضاً للتسريع في التحقيق في تلك القضايا، وعادة ما يتحمل الاطباء والممرضون الاعتداء والاهانة لان الذهاب الى مراكز الشرطة اكثر معاناة وإضاعة للوقت.تلك هي عناصر الحل لذلك المسلسل الذي أصبح يوتر العلاقة بين الطبيب والمريض، تلك العلاقة التي يجب ان تكون في أزهى صورها من أجل خدمة الانسان في أضعف حالاته، المرض.إنها عناصر متكاملة لا ينفع فيها الحل الجزئي، ونتمنى أن تتعاون كل أجهزة الدولة، وليس فقط وزارة الصحة، من أجل خدمة افضل للمرضى.kalsalehdr@hotmail.com

مشاركة :