لست أفهم لماذا لم نهتم كثيرا، إعلاميا، بقضية المبتعث السعودي في اليابان الذي أقدم على تحطيم بعض التماثيل في أحد المعابد اليابانية. ليس جيدا أن نسير خلف العاطفة ونقول هذا ابننا ومنا وفينا ولا داعي لتضخيم الموضوع لأن الموضوع أصبح قضية في اليابان، وتناولته وسائل إعلامها المقروءة والمسموعة والمرئية، ومن كان غير مصدق عليه أن يتصفح مواقع بعض الصحف اليابانية باللغة الإنجليزية، كما أن إحدى القنوات الحكومية اليابانية واسعة الانتشار أفردت حلقة طويلة لتغطية الحادثة التي فاجأت مجتمع اليابان لأنها غير مسبوقة لديهم. دعونا نتحدث بوضوح ونقول إن المجتمع الياباني، وأي مجتمع تعني له ثقافته ومعتقداته شيئا في غاية الأهمية، لا تعنيه الصفقات التجارية والصناعية، وحجم التبادل والمصالح بين الحكومات، في النهاية هو شعب لديه تقاليد غائرة في تفاصيله، وانتهاكها يخدش وجدانه كثيرا. أخونا المبتعث طالب دراسات عليا، وليس مراهقا صغير السن، وقد اعترف أنه قام بذات الفعل مرة سابقة، أي أنه أقدم على ما فعله عن عمد وتقصد وقناعة تامة، ثم أنه بالضرورة يعرف طائلة القانون في مثل فعلته عندما هاجم المعبد متسللا في الليل، وحطم بعض التماثيل التي تعتبر ثروة ثقافية وعقائدية في اليابان يعود عمرها إلى مئات السنين. وما فعله أخونا المبتعث يكاد يوحي بأن مهمته في اليابان ليست تحصيل العلم، وإنما تنفيذ مهمة محددة تحت غطاء الابتعاث، سوف تضر بنا كثيرا إن لم نتدارك نتائجها وآثارها. تأكدوا يا مسؤولينا أن هناك من يدس السم في العسل بمحاولة تسميم برنامج الابتعاث ببعض النماذج التي تهدم في لحظة ما بنيناه في سنين. بعض المؤدلجين يتم تجهيزهم للإجهاز على سمعة وطننا ومجتمعنا، ونحن ما زلنا نحاول ترميمها منذ أحداث 11 سبتمبر. في لحظة واحدة يمكن أن تقرر أي دولة إرجاع مبتعثينا نتيجة ضغط شعبي لا تستطيع أي حكومة مقاومته، فهل هذا ما نريده بصمتنا وتساهلنا مع حادثة كهذه قد تتكرر؟ عكاظ
مشاركة :