أكد «المجلس الاسلامي الأعلى»، بزعامة عمار الحكيم ان خريطة الطريق التي اقترحها للخروج من الازمة لا تتضمن ضرورة تنحي رئيس الحكومة نوري المالكي. وكان القيادي في «الجبهة العراقية للحوار الوطني» حيدر الملا قال إن «بقاء المالكي في منصبه يشكل تهديداً لحياة العراقيين وحرياتهم فما يتعرض له من هجمات إرهابية والفشل في إدارة الملف الأمني، يؤكد حقيقة أن بقاء رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والداخلية (بالوكالة) نوري المالكي في مناصبه هذه أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للشعب العراقي». وأكد أن «اتخاذ القوى السياسية موقفاً واضحاً من فشل المالكي في إدارة الملف الأمني بات مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون قضية سياسية». لكن النائب عن «المجلس الأعلى» عبد الحسين عبطان، قال لـ «الحياة» إن «المجلس لا يتفق مع الملا في هذه المواقف»، عازياً السبب الى «ما يمر به البلد من ازمة لا يكمن تجاوزها بإسقاط الحكومة وزيادة الأمور تعقيداً». وزاد: «إننا نقترب من الإنتخابات البرلمانية وهي تحدد طبيعة الحكومة المقبلة». ورفض «إجراء أي تعديل على موعد هذه الانتخابات او تمديد ولاية رئيس الحكومة»، في إشارة الى ما يتم تداوله عن احتمال لجوء «ائتلاف دولة القانون» الى تمديد ولاية المالكي بسبب الظروف الإستثنائية. وشدد على «ضرورة اتخاذ المالكي خطوات سريعة لمعالجة التدهور الامني». وأضاف ان «المجلس الأعلى يعتبر خريطة الطريق للخروج من الازمة تكمن في وقوف كل القوى السياسية خلف الحكومة والقوات الامنية، فضلاً عن اجراء اصلاحات حقيقية في المؤسسات الأمنية، على رأسها تسمية الوزراء الامنيين وابعاد القادة غير الكفوئين باتباع مبدأ الثواب والعقاب». ورفض ربط ما تشهده البلاد من تدهور امني بالأزمة السياسية وقال ان «الاجتماع الرمزي الذي رعاه الحكيم في حزيران (يونيو) الماضي وأسفر عن تصالح رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ساهم في شكل او آخر باستقرار سياسي وان كان نسبياً». وكانت الهيئة القيادية للمجلس عقدت الاحد الماضي اجتماعاً طارئاً للنظر في الاوضاع الامنية الخطرة التي تمر بها البلاد، وأصدرت بياناً جاء فيه ان «الهيئة تعلن عن قلقها البالغ ازاء الاوضاع الامنية المتردية وتدعو الى الاسراع في انعقاد اجتماع اللجنة المنبثقة عن التحالف الوطني وتفعيل الاجراءات الامنية اللازمة، وتشدد على ضرورة اعادة النظر في الخطط الامنية والمسؤولين الامنيين كافة»، وشدد البيان على ضرورة معالجة الازمة من جذورها، خصوصاً ما يتعلق منها بالوضع السياسي العام وأهمية الحوار لحلحلة الأوضاع وإيجاد الاصلاحات المناسبة وأهمية استعداد الجميع لتقديم التنازلات المطلوبة لمواجهة التحديات».
مشاركة :