واصل الفلسطينيون أمس الاربعاء الصلاة في شوارع القدس الشرقية المحتلة، دون الدخول الى المسجد الاقصى رغم إزالة اسرائيل بوابات كشف المعادن عن مداخله، في انتظار قرار من لجنة تابعة للاوقاف الإسلامية لتقييم الوضع فيه. وأدى مئات الفلسطينيين صلاة الظهر أمام إحدى بوابات المسجد عند باب الاسباط، احد مداخل البلدة القديمة في القدس، بحسب مراسل فرانس برس. فيما أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية والمغتربين أن معركة الأقصى والقدس مستمرة ولن تنتهي إلا بزوال الاحتلال الاسرائيلي. من جانبها، جددت المملكة العربية السعودية التأكيد على موقفها الثابت المتمثل في دعم الشعب الفلسطيني ورفض كل محاولات فرض السيطرة والإجراءات الأحادية، التي ترمي إلى الإساءة إلى القدس والحرم الشريف، محذرة من خطورة استمرار تفاقم الأوضاع وانزلاقها إلى حالة من التصعيد تشمل آثارها كل أنحاء المنطقة، بل وتتجاوزها إلى ما سواها، ومؤكدة أن الطريق الوحيد للسلام هو العودة إلى مبادرة السلام العربية ووضع آلية دولية فعالة تضمن نيل الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه غير القابلة للتصرف وإنهاء الاحتلال وفق إطار زمني محدد، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو 1967م. جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية أمام مجلس الأمن الدولي اليوم حول بند المناقشة المفتوحة بشأن «الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك المسألة الفلسطينية»، التي ألقاها معالي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي. وأزالت السلطات الاسرائيلية من محيط الحرم القدسي فجر الثلاثاء بوابات كشف المعادن، مؤكدة أنها لن تستخدمها مجددا بعدما أثارت الاجراءات الأمنية الجديدة موجة من العنف الدامي بعد قرار من حكومة الاحتلال الامنية المصغرة، التي أعلنت انها ستقوم بـ «استبدال اجراءات التفتيش بواسطة أجهزة تستند الى تكنولوجيا متطورة ووسائل أخرى». ولم تتضح تفاصيل التقنيات المتطورة، التي أشار إليها البيان الحكومي، لكن تم تثبيت كاميرات على المداخل هذا الأسبوع، ويرجح ان تكون كاميرات ذكية تستخدم تكنولوجيا التعرف على الوجوه. ونصبت شرطة الاحتلال الاسرائيلي مسالك حديدية عند مداخل الحرم القدسي تسمح بدخول الناس في طوابير. وكانت الاوقاف الاسلامية قد اعلنت الثلاثاء ان «لا دخول» الى المسجد الاقصى الى حين قيام لجنة تابعة لها بتقييم الوضع فيه. ويرى الفلسطينيون في الاجراءات الأمنية الأخيرة محاولة اسرائيلية لبسط سيطرتها على الموقع وهو ما دفعهم إلى رفض دخول الحرم القدسي. وتخللت الاحتجاجات الفلسطينية صدامات أسفرت عن استشهاد خمسة فلسطينيين. وليل الجمعة، طعن فلسطيني أربعة اسرائيليين توفي ثلاثة منهم في مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة. وفي رام الله، اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس إعادة الامور الى ما كانت عليه في المسجد الاقصى لاستئناف «العلاقات الثنائية» مع إسرائيل، التي اعلن تجميدها مساء الجمعة. وقال عباس في بدء اجتماع للقيادة الفلسطينية: «ما لم تعد الامور الى ما كانت عليه قبل 14 من يوليو، لن تكون هناك اي تغييرات». وصدر قرار الحكومة الاسرائيلية بإزالة البوابات بعد اتصال هاتفي بين العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ونتانياهو. ويرتبط الأردن وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ عام 1994 تعترف بموجبها اسرائيل بوصاية المملكة على المقدسات في القدس. من جهته، أعرب مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أمام مجلس الامن الثلاثاء عن أمله بالعودة الى الهدوء النسبي.
مشاركة :