شبكة الصحافيين الدوليين الإسبانية دردشة مباشرة مع خبراء من الأرجنتين، وكولومبيا وأوروغواي ركّزت على تطوير مشاريع فحص الأخبار الكاذبة، وكانت بمثابة شهادات على تجارب استثنائية في هذا المجال، بحسب تقرير سانتياغو سانشيز نقلته شبكة الصحافيين الدوليين. واستعرضت لورا زومر، المديرة التنفيذية في موقع تشيكادو الأرجنتيني أهم جانب في إدارة موقع فحص الحقائق، وهو الشفافية التي يجب أن يتعامل بها الموقع منذ البداية مع مجتمعه. وهذا يتضمن طريقة التحقق، والقيود المفروضة على الشخص الذي يفحص الحقائق، وأشارت إلى أنه لا يمكن دائمَا الوصول إلى النتيجة القاطعة التي يتوقّعها الناس وفق البيانات المتاحة، إضافة إلى تمويل الموقع وموظفيه. وشارك في الحدث كل من لورا زومر، ومؤسس يو واي تشك الأوروغواياني رومان سوغو. ونوّهت زومر إلى أنه من المهم أيضا وبنفس القدر “تحديد الطريقة الصحيحة” للتفاعل مع الجمهور المستهدف، وقالت إنه على قدر كبير من الأهمية أن يتذكر القائمون على الموقع أن هذه المشاريع ليست مخصصة لاكتساب الشعبية، أو صناعة القادة”. بدوره أوضح تشك فابيو بوسادا المحرر في كولومبيا، أنه من الضروري أن نكون واضحين حول “الميثاق” الذي سينشئه المشروع مع الجمهور والذي يتضمن “طريقة فحص الحقائق وسياسة تصحيح الأخبار المزيفة”.لورا زومر: لا توجد مؤسسة فحص حقائق تحقق الأموال من عملها، لكننا طورنا نموذجا مستداما وذكر بوسادا أنه قبل إطلاق موقع كولومبيا، عمل مع فريقه على إنتاج محتوى لمدة شهرين، و”كانت فترة تعليمية مبنية على التجربة والخطأ”. وأضاف أن “الطريقة المنهجية تبدأ باختيار حكيم لما سنتحقق منه ومن الضروري أن نكون استراتيجيين بهذا القرار”. بينما ترى لزومر إنه لا يكفي بأن يكونوا مستقلين عن أي اتجاهات حزبية، بل يجب أن يظهر ذلك في عملهم بشكل واضح للجمهور. “فكلما اقترب خطابهم من فحص الحقائق كلما زاد تأثيره”. وأشارت زومر، إلى المنهجية المكوّنة من 8 خطوات، وقالت إنها تتضمن استشارة الشخص المطلوب التحقق منه، بعد اختيار البيان الذي سيتم تحليله، ومراجعة المصدر الرسمي والبدائل الأخرى (مثل الخبراء، جامعات، استشاريين ومنظمات غير حكومية)، ووضع البيانات كنص (وهذا هو الأهم)، وبعدها التأكيد وهذه الأمور أمر لم يقم كل فاحصي الحقائق حول العالم بتطبيقها. وأضافت “إن البعض من المهمات تنضوي على جهود إضافية مثل إجراء فحص حقائق مباشر، فهذا يتطلب فريقا من المحققين لديهم البعض من الخبرة لأن هناك دائمًا إمكانية أن تكون مخطئًا”. وفي تشيكادو يحضّرون هذه الأنواع من الأحداث مع متطوعين يستعدون خصيصًا لهذه الحالة “خبراء في مختلف المواضيع، وصحافيون من وسائل إعلام مختلفة وطلاب”. بدوره قال رومان سوغو مؤسس يو واي تشك الأوروغواياني، إن “في حالتنا، نتحدث عن الموضوع الذي نفحصه، فنذهب إلى المصادر العامة، مصادر غير حكومية ونجري استفسارات تقنية من خبراء حول الموضوع الذي نعمل عليه”. وأشار سوغو إلى أنهم يكرسون البعض من الوقت لهذه العملية، إنها الضمانة بأن البحث سيتم بشكل جيد. ويرى سوغو أن نجاح الفحص المباشر يعتمد بشكل واسع على العمل الذي تم مسبقًا “لتوليد قدرات لتوقع ماذا سيقول الشخص ولمعرفة أين يمكن أن تجد المعلومات التي تحتاجها”. وأصبح موقع تشيكادو أحد المواقع الأساسية التي شهدت تطورا كبيرا، بالإضافة إلى أنه بات نموذجا إقليميًا، وشرحت زومر، بدأنا ثلاثة أفراد ونحن الآن 16، ثمانية يعملون بدوام كامل وثمانية يعملون بدوام جزئي.التمويل يشكل المعضلة الأساسية لمشاريع كشف الأخبار الكاذبة والبحث عن الحقيقة وأشارت إلى أنه لا يشارك الجميع بالكتابة، بل إن جزءا من الفريق يعمل على التعليم والابتكار وبرامج تطوير المؤسسات حيث يسعون إلى تأمين التمويل، وفريق التحرير مؤلف من 6 صحافيين، ومدير تحرير ابتكاري وزومر المديرة التنفيذية. وقالت زومر “لا توجد مؤسسة فحص حقائق تحقق الأموال من عملها، ولكن هناك العديد مثل تشيكادو التي طوّرت نموذجا مستدامًا سمح لها الاستمرار بالعمل منذ عدة سنوات”، بالإضافة إلى أفريقا تشيك، الحقيقة الكاملة وبوليفاكت. أما كولومبيا تشيك وويو واي تشيك فهما يعملان بفريق أقل عددا، حيث يوظف الأخير 7 أشخاص بخلاف العديد من مشاريع فحص الحقائق، وقال سوغو “في الفريق لدينا شخص واحد يمرن كصحافي، والباقون يأتون بمعظمهم من العلوم الاجتماعية”. وعلق بوسادا ساخرا أن مسألة إيجاد التمويل بمثابة الإجابة عن سؤال المليون دولار، إذ أن كولومبيا تشيك تعتمد على التعاون الدولي، على الرغم من أن مؤسسة الرعاية كونسيجو دو دياشيون قد خصصت البعض من الموارد في السنة الثانية من المشروع. بالإضافة إلى ذلك عقد الموقع حلقات تدريب لكسب مدخول إضافي. ومع ذلك فإن كولومبيا تشيك لا يزال بعيدا من دعم نفسه بنفسه. وأضاف لموقع تشيكيدو قسم خاص لمعالجة مشكلة الأخبار الوهمية. وقالت زومر “إن عملنا يمكن أن يسهم في الحصول على مواطنين أكثر حذرا وحساسية”، لكنها لا تعتقد أن موقع فحص الحقائق يمكنه منع ما حصل في الولايات المتحدة الأميركية حيث تلوثت الحملة الانتخابية في 2016 بالأخبار المزيفة “الناس لا يقررون التصويت بناء على أدلة بل على عوامل أخرى”. ويرى بوسادا الوضع بطريقة مشابهة، ويقول إنه لا يعتقد أنه من المناسب أن تتحمل مواقع فحص الحقائق مسؤولية إنهاء ظاهرة الأخبار المزيفة وأضاف “نحن عنصر إضافي في نظام الحقائق الذي يجب تعزيزه”.
مشاركة :