المبادرة الأميركية تثير الاستياء من باريس إلى برلين مرورا ببروكسل، لأنها اتخذت من طرف واحد.العرب  [نُشر في 2017/07/27، العدد: 10704، ص(5)]ترامب في موقف لا يحسد عليه موسكو - تلقت جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب للتقارب مع روسيا ضربة موجعة، مع إقرار مجلس النواب الأميركي الثلاثاء بأكثرية ساحقة مشروع قانون يفرض عقوبات جديدة على موسكو، الأمر الذي استقبلته موسكو بغضب شديد، فيما أعرب الأوروبيون عن قلقهم حيالها مؤكدين عزمهم الدفاع عن مصالحهم في وجه احتمال معاقبة شركاتهم. وابتعدت أكثر إمكانية تطبيع العلاقات الثنائية، بعد أن قطع النواب الأميركيون الطريق على الرئيس ترامب الساعي إلى مد اليد إلى نظيره الروسي، ردا على حملة “تضليل وقرصنة” أثناء الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام الماضي اتهمت موسكو بتدبيرها. كذلك أشار النواب الأميركيون في سياق تبرير العقوبات والتي حظيت بنسة 419 صوتا مقابل ثلاثة أصوات، إلى ضم القرم والتدخل الروسي في أوكرانيا. وجاءت ردود الفعل من موسكو من خلال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الذي أعلن للصحافة أن الرئيس فلاديمير بوتين سينتظر حتى يقر الكونغرس بمجلسيه العقوبات الأميركية الجديدة قبل أن يقرر بشأن الرد عليها، موضحا “بما أنه مشروع قانون لن نعطي تقييما جوهريا في الوقت الحاضر”، مضيفا “لننتظر حتى يصبح هذا قانونا”. ونقلت وكالة “تاس” الرسمية الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف تحذيره بأن “هذه الأعمال لن تمر بلا رد”. كما تنعكس هذه العقوبات الجديدة على وحدة المواقف الأميركية الأوروبية في وجه روسيا، إذ تجيز معاقبة شركات أوروبية أيضا. وأثارت المبادرة الأميركية الاستياء من باريس إلى برلين مرورا ببروكسل، لأنها اتخذت من طرف واحد، بعدما كان يجري حتى الآن التنسيق بين أوروبا والولايات المتحدة قبل فرض عقوبات على روسيا حول القرم حرصا على وحدة الصف بين جانبي الأطلسي في مواجهة موسكو.