استخدام المهارات الذهنية يؤدي إلى تعرضها لـ”الصدأ”. وعلى العكس من ذلك، يسهم استخدام المهارات الذهنية في الحفاظ على الترابط بين الخلايا العصبية، ويساعد المخ على تعلم الجديد حتى في مرحلة الشيخوخة. التغذية الصحية: يعد النظام الغذائي من الأمور الهامة جدا للحفاظ على اللياقة الذهنية؛ إذ أوضحت اختصاصية طب الشيخوخة كريستينا آيشلر أن 30 بالمئة من السعرات الحرارية التي يحصل عليها الجسم تذهب إلى وظائف الدماغ.زيادة التعلم في المراحل المبكرة من العمر والحد من فقدان حاسة السمع في منتصف العمر ووقف التدخين تقلل خطر الخرف لذا تنصح الطبيبة الألمانية باتباع نظام غذائي متوازن، لا سيما النظام الغذائي لدول البحر المتوسط، والذي يعتمد على الزيوت الصحية الغنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية والمتعددة، مع الخضروات الطازجة والأسماك. كسر الروتين: ينصح الأطباء بألا تكون الحياة رتيبة؛ لأن الروتين له تأثيره السلبي على الدماغ. ولكسر الروتين اليومي يمكن مثلا تغيير الطريق إلى محطة الترام واستخدام اليد اليمنى للشخص الأعسر في بعض الشؤون اليومية مثل تنظيف الأسنان، والعكس صحيح بالنسبة إلى الشخص الذي يستخدم يده اليمنى. علاج السكري: يقول زايفانغ ثمة علاقة بين مرض السكري والخرف. لذا ينبغي على مرضى السكري الحرص على ضبط نسبة السكر في الدم تجنبا للإصابة بالخرف. التواصل الاجتماعي: يكون المخ في أنشط حالاته أثناء المحادثات مع الآخرين، لذا ينبغي الاهتمام بالبيئة الاجتماعية والحرص على تعلم شيء جديد في كل مرحلة عمرية. وأكد خبراء في مجال الصحة أن تعلم أمور جديدة وتناول أغذية ومشروبات صحية وعدم التدخين والحد من فقدان حاسة السمع ومن العزلة هي عوامل من شأنها منع ثلث حالات الإصابة بالخرف. وفي تحليل واسع النطاق للعوامل المسببة للخرف سلط الباحثون الضوء على تسعة منها بالأخص تساهم في التقليل من فرص الإصابة بالخرف. وتلك العوامل هي البقاء في التعليم بعد سن الخامسة عشرة والحد من ارتفاع ضغط الدم والسمنة وتجنب فقدان حاسة السمع في منتصف العمر وتقليل التدخين ومقاومة الاكتئاب وزيادة النشاط الجسدي والابتعاد عن العزلة الاجتماعية والوقاية من الإصابة بالسكري في مراحل لاحقة من العمر. وقال الخبراء إن القضاء على عوامل الخطر المذكورة قد يمنع ظهور حالة من بين كل ثلاث حالات من الخرف في العالم. وقالت جيل ليفينجستون -وهي أستاذة في “يونفيرستي كوليدج” في لندن وأحد 24 خبيرا دوليا كلفتهم دورية “ذا لانسيت” الطبية بإجراء الدراسة التحليلية- “على الرغم من أن الخرف لا يشخص إلا في مرحلة متأخرة من العمر فإن التغيرات التي تحدث في المخ تتطور قبل سنوات من ذلك”. وأضافت “انتهاج أسلوب أكثر شمولا في منع الخرف يعكس عوامل الخطر المتغيرة تلك سيعود بالنفع على مجتمعاتنا المتقدمة في السن ويساعد على منع تزايد أعداد الحالات المصابة بالخرف”. وتظهر أحدث تقديرات من المنظمة الدولية لمرض الزهايمر أن نحو 47 مليون شخص مصابون بالخرف في العالم وأن تكلفة رعاية المصابين بالأمراض التي تذهب بالعقل وصلت بالفعل إلى نحو 818 مليار دولار سنويا. وذكرت منظمة الصحة العالمية أن عدد الحالات سيزيد إلى ثلاثة أمثال ليصل إلى 131 مليون حالة بحلول عام 2050.عدم استكمال التعليم الثانوي في الصغر يمكن أن يقلل مقاومة بعض الأشخاص للتدهور الإدراكي والخرف في الكبر وخلص الباحثون إلى أن الحالات التي يمكن منعها من بين 35 بالمئة من كل حالات الخرف يمكن تحقيقها باستهداف ثلاثة عوامل وصفوها بأنها الأهم وهي زيادة التعلم في المراحل المبكرة من العمر والحد من فقدان حاسة السمع في منتصف العمر والتوقف عن التدخين. وقال الخبراء إن عدم استكمال التعليم الثانوي في الصغر يمكن أن يقلل من مقاومة الأشخاص للتدهور الإدراكي لدى تقدمهم في العمر فيما يساعد منع فقدان السمع في إثراء بيئة الناس وجعلها أكثر تحفيزا بما يراكم احتياطاتهم المعرفية والإدراكية. وأضافوا أن التوقف عن التدخين يقلل التعرض للسموم العصبية ويحسن من صحة القلب بما يؤثر بدوره على صحة المخ. كما خلصت دراسة بريطانية إلى أن القيادة لأكثر من ساعتين يوميا لها تأثيرات سلبية على معدلات الذكاء، وحذر الباحثون من أن القيادة لفترات طويلة تسرع عملية شيخوخة المخ. وقال الباحثون إن نتائج الدراسة تشير إلى أن المخ يكون أقل نشاطا خلال فترات القيادة الطويلة. وأفادت صحيفة ديلي ميل البريطانية بأن الدراسة شملت أكثر من نصف مليون بريطاني تتراوح أعمارهم بين 37 و73 عاما على مدار خمسة أعوام. ومن بين هؤلاء نحو 93 ألف شخص يقومون بالقيادة لأكثر من ساعتين أو ثلاث يوميا. وخلص الباحثون إلى أن معدلات الذكاء تراجعت بحدة على مدار فترة الدراسة لدى الذين يقودون سياراتهم لفترات طويلة مقارنة بالذين يقودون لفترات قصيرة أو لا يقودون سيارات. وقال كيشان باكرانيا، الخبير في علم الأمراض بجامعة لستر لصحيفة ذا صنداي تايمز “نعلم أن القيادة بانتظام لأكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات يوميا تضر القلب”. وأضاف “تشير الدراسة إلى أن هذا الأمر مضر بالمخ أيضا، ربما لأن المخ يكون أقل نشاطا أثناء ساعات القيادة”.
مشاركة :