تتجلى قيم البر والإحسان والتعاون والتآخي والمسارعة إلى الخيرات بين المسلمين في أبهى مظاهرها خلال شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والغفران والحرص على المثوبة والأجر , فيما تمثل السفر والموائد الرمضانية التي تقدم عند الإفطار في المسجد النبوي وفي الساحات المحيطة به وفي جل مساجد وجوامع المدينة المنورة وهذا البلد الكريم بصورة عامة , واحدة من قنوات الخير التي تعبر عما يستقر في نفوس أبناء هذه البلاد التي تتخذ من الشرع الحنيف منهجا للحياة قولا وعملا من معاني البذل والعطاء والإيثار الذي جبلت عليه القلوب النقية . وبوسع المتجه إلى المسجد النبوي لأداء صلاة المغرب خلال هذه الأيام مشاهدة تلك السفر الرمضانية المدينية المشهورة مصطفة مترامية الأطراف في كل شبر من بقاع المسجد النبوي داخله وخارجه وفي الساحات المحيطة به وقد أعدّها أهل الخير والإحسان الذين يتسابقون على ترتيبها لضيوف الرحمن من الزوار والأهالي والمقيمين على ثرى هذه الأرض المباركة . وجرت العادة عند بعض أهالي المدينة تجهيز هذه السفر قبل دخول شهر رمضان المبارك بوضع الميزانية المقررة لتجهيز السفرة طوال الشهر، ثم يوزع المبلغ المقرر على أعضاء المجموعة المشاركة فيها بحيث تتساوى المبالغ ثم يقومون بشراء الاحتياجات قبل رمضان بوقت مبكر وعند دخول الشهر يشارك الجميع في دعوة الضيوف وتجهيز السفرة , إلى جانب ورفعها من الموقع عند الانتهاء من الإفطار .
مشاركة :