انضم موظفو القطاع المصرفي والمالي إلى مئات الآلاف من المتظاهرين في هونج كونج هذا الأسبوع احتجاجا على نفوذ بكين المتنامي على هذه المنطقة، لأنهم يرون أن ظاهرة الفساد والمحاباة قد تشوه سمعة هونج كونج كمركز مالي في آسيا. فحتى هذه السنة، لم ينضم إدوادر تشين الذي يدير صندوق مضاربات مطلقا إلى أي تنظيم سياسي. لكنه يشعر على غرار كثيرين غيره في هونج كونج بالقلق من نفوذ القادة الشيوعيين الصينيين على المستعمرة البريطانية السابقة التي عادت الى أحضان بكين عام 1997. وقد انضم تشين (46 عاما) إلى الحركة المنادية بالديمقراطية "أوكيوباي سنترال"، على اسم حي الأعمال في هونج كونج، بعد أن التقى أحد قادتها البروفيسور في القانون بيني تاي. وقال مبتسما: "لقد أجريت تدقيقا بشأن بيني تاي". فحركة أوكيوباي سنترال التي أصبحت في غضون بضعة أشهر شوكة في حلق حكومة هونج كونج، تطالب خصوصا بأن يتمكن السكان من اختيار رئيسهم اعتبارا من عام 2017 كما كان مقررا في الأصل. وبكين موافقة من جهتها على إجراء اقتراع مباشر لكن مع مرشحين لا يخرجون عن إرادتها. وتهدد الحركة بإغلاق حي الأعمال بحلول نهاية العام إن لم يسمع صوتها. وقد أنزلت مع منظمات أخرى إلى الشارع نحو نصف مليون شخص بحسب تقديرها، وهو رقم قياسي للمسيرة التقليدية المطالبة بالديمقراطبة في الأول من تموز (يوليو). وقد شكّل تشين وموظفو مصارف آخرون فريقا ضمن أوكيوباي سنترال لمكافحة تقاليد دأبت عليها الصين القارية ويعتبرونها مسيئة لسمعة القطاع المالي الذي يعتبر دعامة للاقتصاد في هذه المنطقة الصغيرة الواقعة في جنوب الصين. ويلفت خصوصا إلى ميل الصينيين في الداخل لتعيين أفراد من عائلاتهم في مراكز المسؤولية أو أناس معروفين داخل الحزب الشيوعي الصيني ومؤسسات الدولة، فيما يسمى نظام "غوانتشي" (علاقات). ويركز العاملون في القطاعات المصرفية والمالية الناشطون في الحركة والمقدر عددهم بنحو 70 شخصا، على مكافحة الفساد في الأعمال وسياسة الهجرة. لكن لاي تشونغ أو -التي تعمل لدى شركة كبرى لإدارة صناديق مالية- ترى أن الأمور تتغير، فرجال المال في الصين القارية الذين امتلأت جيوبهم بفضل ازدهار الاقتصاد الصيني يريدون إدارة أعمالهم في هونج كونج كما يفعلون في مناطقهم، أي عبر نظام "غوانتشي" كما قالت. وأضافت لوكالة "فرانس برس": "يمكنهم جمع مليار أو ملياري دولار أمريكي بسهولة كبيرة، عبر والدهم أو أصدقاء مقربين من مسؤولين سياسيين أو الحكومة". والشركة التي تعمل فيها لاي تشونغ أو تدرك تماما الفرص التي يوفرها النمو في الصين القارية، لكن هذه الإدارية تحذر في الوقت نفسه من امتداد نظام العلاقات إلى الشركات الدولية. وأوضحت "علينا الحرص على أن تبقى في هونج كونج، فإن خسرناها نخسر منافعنا". وتتهم المصارف الاستثمارية الأمريكية بأنها توظف في مكاتبها في هونج كونج أبناء النخب الصينية، "الأمراء الصغار"، لتعزيز فرصها في الحصول على عقود في الصين. فقد كشفت الصحافة قبل عام عن الاشتباه بتوظيف مصرف جي بي مورغان أبناء مسؤولين صينيين نافذين، بينهم ابنة أحد مسؤولي السكك الحديد الصينية لدى فرعها في هونج كونج خصوصا.
مشاركة :