تشهد منطقة البلد بمدينة جدة خلال أيام الشهر الفضيل إقبالًا كبيرًا من قبل الأهالي والزوار للتبضع، إلا أن البسطات العشوائية والبائعين المخالفين يزاحمون الزوار، في ظل تراخي أمانة جدة في القضاء على هذه الظاهرة، خاصة أن تلك البسطات العشوائية موجودة في منطقة لا تبعد عن مبنى بلدية جدة التاريخية المفترض فيها أن تتصدى لمثل هذه المخالفات سوى أمتار بسيطة. وعند مدخل سوق العلوي في المنطقة التاريخية بجدة تتراص البسطات العشوائية بجوار بعضها في منتصف الطريق حيث قسمته إلى نصفين، وتبيع بعض البسطات الخضروات والفواكه في الهواء الطلق وأخرى تعرض عطورًا وشامبوهات مقلدة بثمن زهيد، وغيرها تعرض مأكولات، مسببة عرقلة لحركة المشاة، وقد اشتكى عدد من الزوار من انتشار البسطات العشوائية خاصة خلال الإجازات وأيام الشهر الكريم في ظل محدودية المساحة والتي بالكاد تكفي المشاة، وطالبوا بإيجاد حل يقضي على هذه العشوائية المتكررة كل عام. اقتراح للتنظيم : وقال كل من علي القرني - 43عامًا – وياسر المجرشي - 38 عامًا: مع كل زيارة أسبوعية في الأيام العادية نلحظ انتشار الباعة المخالفين، وتحديدًا باعة الخضروات والفواكه مجهولة المصدر، أما في رمضان فحدث عنها ولا حرج. واقترحا أن يتم ترتيب وتحديد موقع خاص للبسطات وتكون مرخصة من قبل الأمانة لسعوديين. أما أبو ياسر المنهالي فقال: اللوم لا يقع على هؤلاء الباعة الذين يبحثون عن مصدر دخل لهم، ولا على المشترين الذين يبحثون عن الأسعار المنخفضة والبضائع الرخيصة دون التأكد من نظافة السلعة ومدى سلامتها من العيوب، إنما اللوم يقع على عاتق على البلدية التي غضت الطرف عن الباعة وسمحت لهم بالبيع العشوائي وشجعتهم على ذلك بطريقة غير مباشرة. تقصير الرقابة: وأضاف: في رأيي أن البلدية مقصرة في ملاحقة الباعة المتجولين ومحاسبتهم، ففي أغلب الوقت يغضون الطرف عنهم، ونادرًا ما يلاحقونهم، وإن حدث ذلك، فتصادر بضاعتهم فقط وبعد فترة تعود حليمة لعادتها القديمة. فيما عبر خالد علي وهو موظف في القطاع الخاص كان يشتري من أولئك الباعة المتجولين، عن رأي آخر تمامًا حيث يقول: أتفق معكم أنهم يسببون زحامًا في السوق ولكن أسعارهم مناسبة لكثير من الناس، وهناك فرق كبير في السعر بينهم وبين المحلات التي عليها إيجارات والتزامات ونحوه. وعند سؤاله عن مستوى نظافة الخضروات في العربات قال: هي جيدة نوعًا ما، وعلى أي حال أقوم بغسلها جيدًا في المنزل. رأي الأمانة: من جهته اعترف مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة سامي الغامدي بوجود هذه الظاهرة وقال: نعترف بوجود هذه الظاهرة في بعض المواقع ونسعى للقضاء عليها بمشاركة الجهات المعنية الأخرى، بالإضافة لتقنينها وتنظيمها بالنسبة للمواطنين، مشيرًا إلى أن حملات الأمانة وبلدياتها الفرعية متواصلة على مواقع البسطات العشوائية وتتم بشكل دائم حيث تصادر البضائع والأدوات والأطعمة ويتم إتلاف الفاسد منها والصالح يسلم للجمعيات الخيرية. وأضاف: في هذا الصدد نشير للتقرير التفصيلي للجنة مكافحة انتشار الباعة الجائلين في محافظة جدة خلال النصف الأول لهذا العام، حيث تم إتلاف 1192 عربة، و1497 بسطة، و209 حمولات سيارات خضروات وفواكه، إضافة إلى القبض على عمالة مخالفة من قبل الجهات الأمنية، كما أن لجنة التفتيش على الأسواق الشعبية صادرت 747 بسطة مخالفة، حيث تمت إزالة وإتلاف البسطات المخالفة التي ليس لها ترخيص، منوها إلى أن الأمانة ترحب دائمًا بما يردها من ملاحظات عن طريق 940 أو تطبيق البلاغات على الهواتف الذكية أو المستكشف الجغرافي على موقع الأمانة.
مشاركة :