بدأت الطالبة مريم السيد أنور (16 سنة) مشوار الرسم بالرمل قبل ثلاث سنوات حين شاركت في دورة لتعلم هذا الفن الجميل في مركز الموهوبين، ومنذ ذلك الحين وهي تعتبر الرسم بالرمل جزءًا من شخصيتها، وبالرغم من أن مريم تعاني من إعاقة بصرية في عينيها، إلا أنها تصر على مواصلة مشوارها في الرسم بالرمل، وحول ذلك تحدثت لـ«الأيام» قائلة: «الرسم بالرمل فن دقيق ومن الصعب على فتاة لا تملك إبصارًا كاملاً أن تنجزه بدقة ووضوح، لأنه يحوي تفاصيل كثيرة، ولأني أحب الهواية وأريد أن أتطور فيها أكثر، وقد استطعت أن أتغلب على هذه الصعوبة بإرادتي».وتابعت: «هواية الرسم بالرمل جزء من شخصيتي، حتى أن البعض يناديني بها عوضًا عن مناداتي باسمي ومن خلالها أستطيع أن أجسد إحساسي وكل ما أريد في اللوحات الرملية». وتطمح مريم من خلال الرسم بالرمل أن تصل للعالمية، وأن تفوز حاليًا بجائزة (حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز)، مؤكدة في هذا السياق أن الفوز بالجائزة هو هدفها الحالي الذي تطمح إليه وتهدف من خلاله لأن ترفع رأس أهلها ووالدايها بها، وعلم مملكة البحرين، كما تطمح مريم أن تصل شهرتها للعالمية خاصة وأنها تعتبر حالة خاصة استطاعت التحدي والإنجاز.بدورها، أكدت أم مريم أن بوادر الموهبة الفنية كانت موجودة لدى ابنتها مريم منذ سنوات الطفولة الأولى، وقد لاحظت الأم حينها دقة الطفلة في الرسم رغم عمرها الصغير، موضحة «كانت مريم حينها في الروضة إلا أنها كانت ترسم لوحات بتفاصيل تتضمن تفاصيل دقيقة، قد لا يلتفت لها العديد من الأشخاص، وكل ذلك بالرغم من الصعوبة التي تعاني منها في النظر، وأذكر من ذلك على سبيل المثال أنها رسمت لمعانا ذات مرة على زجاج سيارة في إحدى لوحاتها». أم مريم بدورها، سعت لتقديم مختلف أوجه الدعم والتشجيع لابنتها، ابتداءً من التنسيق مدرسات المواد الفنية في المدرسة، إضافة لتوفير الأدوات التي تحتاجها للرسم على الرمل والتي تتطلب طاولة خاصة ليست متوفرة، مما استدعى الاستعانة بنجار متخصص ليقوم بتجهيزها، كما أن الرمال المستخدمة ليست متوافرة في البحرين، إذ أنها أنواع مختلفة وعادة ما تكون من رمال الصحاري، وعليه قامت الأم بإحضارها من الخارج.وتتابع أم مريم: «لم أخشَ أبدًا أن تؤثر هواية ابنتي سلبًا على مستواها الأكاديمي، فلطالما كانت مريم ولا تزال متفوقة، كما أن لديها القدرة على التوفيق بين الموهبة والدراسة، وترتب أولوياتها وفقًا للواجبات والامتحانات والاختبارات القصيرة».ولا تقتصر مواهب مريم على الرسم باستخدام الرمال، إذ أنها موهوبة أيضا في الرسم على الورق، وتستخدم خامات متنوعة كالخشب وألوان الباستيل والأكريليك، ولطالما ساهمت مريم في الأنشطة الفنية بالمدرسة من خلال رسم الجداريات واللوحات المختلفة في المناسبات.
مشاركة :