عشرات الجرحى في مواجهات مع قوات الاحتلال في الأقصى

  • 7/28/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى واعتدت على الفلسطينيين الذين دخلوه، واندلعت مواجهات عند باب حطة بعدما دفعت بقوات معززة استعملت قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت ضد المصليين، ما أسفر عن وقوع 37 جريحاً في مواجهات مع الاحتلال، وإغلاق حطة من جديد والتشديد على حراسته.   وأعلن «الهلال الأحمر الفلسطيني» وقوع 37 جريحاً نتيجة قمع قوات الاحتلال للفلسطينيين، وأن المسعفين يحاولون تقديم العلاج الميداني للمصابين لصعوبة نقلهم لسيارات الإسعاف أو المستشفيات، وفق ما نقل الموقع الإلكتروني «عرب 48» الإخباري. وقال شهود إن «قوات الاحتلال اعتدت بوحشية على الفلسطينيين وأن هذا الاعتداء يأتي انتقام لإجبار سلطات الاحتلال على الخضوع، وإزالة جميع الأجهزة الإلكترونية والكاميرات الذكية والجسور عن الأبواب». وأكد الشهود أن «القوات الخاصة أطلقت القنابل وتحركت بشكل مدروس لتجميع الناس ومحاصرتهم في مكان واحد لقمعهم».  وفي البداية، حاولت قوات الاحتلال تقييد حرية الدخول للمسجد الأقصى، وقامت بمنع من هم دون 60 عاماً من سكان القدس من الدخول للحرم من طريق باب الزاهرة، ومنعت من ليس من سكان القدس المحتلة من الدخول، من دون أي اعتبار لسنه. ودخل الآلاف من الفلسطينيين، إلى المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ أسبوعين، بعدما خضع الاحتلال الإسرائيلي وأزال جميع العراقيل التي كان وضعها عند بوابات المسجد الأقصى منذ 14 تموز (يوليو) الجاري، في أعقاب الاشتباك المسلح الذي استشهد على إثره ثلاث شبان من مدينة أم الفحم. وأثنى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت سابق اليوم، على أداء وسائل الإعلام الرسمية في تغطية الأحداث الخاصة باعتداءات سلطات الاحتلال على المسجد الأقصى، وقال «عملتم في ظروف صعبة وقاسية على رغم القيود والصعوبات والمخاطر، وهذا النصر تحقق بفضل جهودكم ورباط وصمود أبناء شعبنا»، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية» (وفا). وقال الناطق الرسمي باسم حكومة «الوفاق الوطني» يوسف المحمود، إن «دخول المسجد الأقصى المبارك اليوم هي لحظة تاريخية عظيمة تمهد للتحرير، وتبشر بقرب زوال الاحتلال الإسرائيلي لا محالة، وتذكر بانتصارات أمتنا المجيدة التي كان لأهلنا في القدس، وأبناء شعبنا الفلسطيني دائما الدور الرئيس فيها على مر التاريخ». وأضاف «أثبت شعبنا العربي الفلسطيني البطل، وعلى رأسه قيادته الشجاعة، أنه قادر على تحقيق الانتصار، من خلال تلاحمه، ورص صفوفه، ووحدته، وصلابة موقفه، وأثبت أهلنا في القدس أنهم ابطال الأمة، وأنهم حماة القدس، والمقدسات، وتجلى ذلك في روح التسامح والتلاحم التي لا نظير لها، والتي سادت وتعالت من خلال وقفة أبناء شعبنا، مسلمين ومسيحيين، تجمعهم عروبة الهوية وفلسطينية الانتماء». وأكد الناطق أن الحكومة مستمرة في جهودها التي بذلتها في دعم صمود الأبطال في القدس، وماضية في تنفيذ قراراتها التي اتخذتها خلال جلستها الأسبوعية الأخيرة، داعياً الدول العربية الشقيقة والدول الاسلامية الى الإيفاء بالتزاماتها، والقيام بواجباتها القومية والأخوية تجاه دعم صمود مدينة القدس العربية المحتلة. ودخل أكثر من 100 ألف مواطن من القدس وخارجها المسجد الأقصى لأداء صلاة العصر، على وقع تكبيرات الأعياد وهتافات «بالروح بالدم نفديك يا أقصى». وكانت قوات الاحتلال أبقت على إغلاق باب حطة من أبواب المسجد الأقصى، وأعلن المواطنون أنهم لن يدخلوا المسجد إلا بفتح الباب، ومارسوا ضغطاً هائلاً حتى رضخ الاحتلال وفتح. وقال مراسل، إن «المواطنون شرعوا بأداء ركعتي الشكر لله في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في حين يستعد الجميع لأداء صلاة العصر»، لافتاً إلى أن قوات الاحتلال انسحبت من محيط أبواب الأقصى. وخلال ذلك، أطلقت عدداً من القنابل الصوتية الحارقة والارتجاجية والغازية السامة على المصلين، من دون وقوع إصابات في صفوف المصلين. وعمت أحياء مدينة القدس المحتلة وتحديداً منطقة باب الأسباط فجر اليوم، أجواء من الفرح العارم بعد «الانتصار الذي تحقق بفعل الصمود الأسطوري لشعبنا وقيادته وتحديهم للاحتلال وإجراءاته ورفضهم التعاطي مع كل ما فرضه ما أجبره على إزالة البوابات الالكترونية والجسور والبوابات الحديدية عن مداخل الأقصى». واعتبر مقدسيون في أحاديث منفصلة مع «تلفزيون فلسطين» ما جرى رسالة للحكومة الإسرائيلية بأن المقدسات خطوط حمر، وأنها بكل جبروتها لا تستطيع منع شعبنا ومصادرة حقه في العبادة وفي السيادة على مقدساته، مشيدين بالثبات والإرادة والوحدة الميدانية للمقدسيين والكل الفلسطيني الذي انتفض في مختلف محافظات الوطن، واعتبروا ما جرى انتصاراً للشهداء والجرحى والأسرى. وكانت القيادة الفلسطينية والدول العربية والاسلامية اتخذت اجراءات ومواقف رافضة لما تقوم به اسرائيل. وطرحت القضية خلال جلسة لمجلس الأمن أمس، في حين عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه من احتمال تصاعد العنف في البلدة القديمة في القدس حيث وقعت اشتباكات هي الأكثر دموية منذ سنوات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال غوتيريش في بيان: «أنا قلق على نحو خاص من احتمال تصاعد العنف وأحض كل الزعماء السياسيين والدينيين وزعماء الجاليات على الكف عن التصرفات الاستفزازية والخطابة وأدعو إسرائيل إلى ضبط النفس». وصوت البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) أمس بالموافقة في جلسة تصويت أولى من بين ثلاث جلسات لازمة، على تفعيل قانون يضع شرطاً قاسياً أمام أي تصويت في المستقبل في شأن التنازل عن أجزاء من القدس للفلسطينيين. وقد يتحول التعديل المقترح لقانون القدس الأساسي الذي يحدد الوضع القانوني للمدينة إلى قانون هذا العام. وينص التعديل على ضرورة تصويت 80 على الأقل من بين نواب «الكنيست» البالغ عددهم120  نائباً لصالح أي اقتراح بتسليم أجزاء من المدينة إلى «طرف أجنبي». وصوت 51 من الائتلاف اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ويشغل 67 مقعداً بالكنيست لصالح التعديل ورفضه 41 نائباً في المجمل. وقد تجرى جلستا التصويت الأخريان بعدما يعود البرلمان من عطلته الصيفية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. إلى ذلك، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم حواجز عسكرية داخل محافظة جنين، وواصلت اغلاق حاجز «دوتان» العسكري، جنوب بلدة يعبد. وذكرت مصادر محلية لـ«وفا»، أن قوات الاحتلال نصبت حواجزها العسكرية على شارع جنين - حيفا، وعلى مداخل بلدات عرابة، ويعبد ، وقباطية، واحتجزت عددا من الشبان، واستجوبتهم، وأوقفت مركبات، وفتشتها، ودققت في هويات راكبيها، ما أدى الى إعاقة تحركات المواطنين. وفي السياق، لا تزال قوات الاحتلال تغلق حاجز «دوتان» لليوم الخامس على التوالي، وتحرم آلاف المواطنين والتجار والمزارعين والعمال من التحرك والتنقل من وإلى محافظتي جنين، وطولكرم، وبلدة يعبد، وقراها، من الساعة 9 مساء، وحتى الساعة الرابعة صباحاً.  وفي رام الله، أعادت قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم إغلاق مدخل قرية كوبر الرئيس شمال غربي رام الله، بالسواتر الترابية للمرة الثالثة. وتأتي هذه الاجراءات المستمرة ضد المواطنين في كوبر منذ الجمعة الماضي، بعد تنفيذ الشاب عمر العبد عملية طعن في مستوطنة «حلميش» قتل فيها ثلاثة مستوطنين.

مشاركة :