تسارعت تحركات القوات النظامية تجاه منطقة السخنة الاستراتيجية في البادية السورية ما يفتح أمامها أبواب معركة محافظة دير الزور. وقال مصدر عسكري سوري إن القوات النظامية تقترب من آخر بلدة كبيرة يسيطر عليها «داعش» في محافظة حمص في إطار هجوم متعدد الجبهات على معاقل التنظيم في شرق البلاد. وقال المصدر إن العمليات القتالية ستتسارع باتجاه السخنة على مسافة 50 كيلومتراً من محافظة دير الزور حيث أعاد «داعش» نشر العديد من مقاتليه بعد أن خسر أراضي في العراق وسورية. وقال المصدر لرويترز «السيطرة على السخنة يعني فتح الأبواب والطرق والمجال لتحرك القوات إلى دير الزور مباشرة». وأضاف أن القوات النظامية سيطرت على مواقع على مسافة ثمانية كيلومترات جنوب غربي البلدة. ويخسر «داعش» أراضي بسرعة في سورية لمصلحة حملات منفصلة تشنها القوات الحكومية المدعومة من روسيا من جهة ومقاتلون أكراد مدعومون من الولايات المتحدة وقوات متحالفة معهم من جهة أخرى. وتتقدم القوات النظامية المدعومة بغطاء جوي روسي وعناصر تدعمهم إيران كذلك على حساب «داعش» في محافظة حماة وفي المناطق الجنوبية من محافظة الرقة. وتتقدم القوات النظامية تدريجياً من السخنة منذ أن سيطرت في آذار (مارس) على مدينة تدمر القديمة التي تبعد عنها مسافة 50 كلم تقريباً. وقال المصدر العسكري: «من الطبيعي أن العمليات القتالية تتصاعد في هذا الاتجاه وتأخذ طابعاً أقوى وأسرع». وأضاف أن «داعش» حشد قواته في السخنة. من ناحيته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن القوات النظامية تدعمها ضربات جوية روسية ومقاتلون متحالفون معها تقدمت لمسافة خمسة كلم من السخنة. ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة من محافظة دير الزور الواقعة على الحدود مع العراق. واحتفظت القوات النظامية بجيب في عاصمة المحافظة وبقاعدة جوية قريبة. وبحسب «المرصد» تتواصل المعارك بين القوات النظامية و «داعش» على محاور في محيط السخنة، التي تعد آخر مدينة يسيطر عليها «داعش» في محافظة حمص. وعلم «المرصد» أن المعارك تترافق مع قصف مكثف من قبل القوات النظامية بقذائف الدبابات والمدفعية والهاون والصواريخ، بالإضافة إلى غارات مكثفة من قبل الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام، وفي حال تمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم جديد وفرض سيطرتها على مدينة السخنة، فإنها تكون أنهت وجود التنظيم في آخر مدينة متبقية للتنظيم من حمص، لينحصر وجود التنظيم في قرى قرب جبال الشومرية وقرى أخرى في بادية السخنة وحقول نفطية ومرتفعات متناثرة في البادية السورية بريف حمص. وعند إكمال السيطرة على مدينة السخنة، تكون القوات النظامية على مسافة 40 كلم من مقابلة قواتها القادمة من ريف الرقة الجنوبي، والتي دخلت الحدود الإدارية لحمص قادمة من الرقة لأول مرة في 14 تموز (يوليو) الجاري، حيث تمكنت من السيطرة على حقول وآبار نفطية في أقصى شمال شرق حمص. وعمدت قوات النظام خلال الأسابيع الماضية إلى تنفيذ عدد من العمليات العسكرية المتزامنة، والتي مكنتها من استعادة آلاف الكيلومترات المربعة من سيطرة «داعش» في البادية السورية، كما من الوصول إلى معاقل مهمة واستراتيجية للتنظيم بشكل أكبر في البادية الممتدة من ريف الرقة الجنوبي إلى حدود دير الزور مع حمص، وحدود الأخيرة مع العراق وصولاً إلى الريف الشرقي لحماة.
مشاركة :